على غرار العديد من المدن الكبيرة أصبحت باريس تضج بالجرذان ليصل عدد الجرذان فيها إلى 5 مليون جرذ! وهذا يعني ضعف عدد سكان العاصمة الفرنسية. فبعد أعوام وأعوام من مكافحة هذه الآفة أعلن المعنيون بمحاربة انتشار الجرذان عن يأسهم وفشلهم في الحد من انتشارها، وعوضاً عن مكافحتها بدأوا جدياً بالتفكير في التعايش معها. وذلك كحل بديل باتوا يرونه مناسب جداً!
وفي سياق الخبر تحاول قادة مدينة باريس البحث عن إمكانية التعايش بين البشر والجرذان. فعلى غرار العديد من المدن الكبيرة، تعاني العاصمة الفرنسية من مشكلة وبائية تتعلق بالجرذان.
حيث تقول عمدة باريس آن إيدالغو أن السبب الرئيسي الذي أدى لتفاقم أزمة الجرذان ظهر خلال موجة الإضرابات التي عمّت البلاد بسبب سن التقاعد في فرنسا، والتي أدت لتراكم الكثير من النفايات في شوارع المدينة، وهو ما تراه الجرذان بيئة مرضية ومريحة للتكاثر.
العمدة إيدالغو أعلنت عن تشكيل لجنة لدراسة "التعايش"، ولمعرفة إلى أي مدى يمكن للبشر والجرذان أن يعيشوا معاً، وجاء تشكيل تلك اللجنة بعد أن علت أصوات العديد من المسؤولين وأعضاء الأحزاب بمطالبة الحكومة المحلية بوضع خطة أكثر طموحًا لمكافحة انتشار الجرذان في الأماكن العامة.
وكان جيوفروا بولارد، رئيس الحي السابع عشر في باريس وعضو حزب الجمهوريين المحافظين المتوسطي، قد انتقد العمدة إيدالغو لعدم بذل ما يكفي من جهود للقضاء على الجرذان في باريس، بما في ذلك خلال الإضرابات التي شهدتها المدينة في وقت سابق من هذا العام والتي تسببت في تراكم القمامة في جميع أنحاء المدينة. فقال بولارد: "وجود الجرذان على الأسطح يضر جداً بجودة حياة الباريسيين".
وأشار بولارد إلى أنه طرح انتقاداته بعد أن عثر على دراسة تحت عنوان "مشروع الهلاك". تهدف إلى مساعدة المدينة في إدارة سكان الجرذان، ومن بين أهدافه مكافحة الأحكام المسبقة ضد الجرذان لمساعدة الباريسيين على التعايش معها بشكل أفضل.
آن سويريس؛ نائبة عمدة باريس المسؤولة عن الصحة العامة، أوضحت أن الدراسة تبحث في مدى إمكانية تعايش البشر والجرذان بالطريقة الأكثر كفاءة. وفي ذات الوقت تسعى للتأكد من عدم جعلها لا تُحتمل للباريسيين.
وبينما من المعروف أنه يمكن للجرذان أن تنقل أمراض عديدة ومنها ما هو خطير كالطاعون، قالت نائبة العمدة إن الجرذان التي يناقشون قضية التعايش معها ليست نفس الجرذان السوداء التي يمكن أن تنقل الطاعون، ولكنها أنواع أخرى من الجرذان التي تحمل أمراضاً بسيطة مثل داء البريميات البكتيري. وأكدت سويريس أيضاً استمرار بعض الإجراءات التي اتخذتها المدينة في إطار خطتها لمكافحة الجرذان عام 2017م، بما في ذلك الاستثمار في آلاف حاويات القمامة الجديدة لـ "جعل الجرذان تعود لتحت الأرض".
ومن جهة أخرى، رحّبت جمعية حقوق الحيوان "باريس أنيمو زوبوليس" بتحرك المدينة نحو التعايش مع الجرذان والتوقف عن إيذائها. حيث جاء في بيان للجمعية: "الجرذان موجودة في باريس، كما في جميع المدن الفرنسية الكبرى، لذلك لا بد من طرح مسألة التعايش بشكل ضروري".
وأضاف البيان: "عندما نتحدث في باريس عن 'التعايش السلمي' مع الجرذان، فبالتأكيد لا نعني أن نعيش معها في منازلنا وشققنا، ولكن التأكد من عدم تعرض هذه الحيوانات للمعاناة وعدم إزعاجنا. هذا هو هدف معقول جداً وإنساني جداً!".