أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

الذكاء الاصطناعي: دماغ جديد يسحر البشرية!

هل تساءلت يوماً كيف لموقع يوتيوب أن يقترح عليك فيديوهات مشابهة لمجال اهتمامك؟ أو كيف تظهر لك إعلانات عن أشياء تبحث عنها أو تنوي شرائها؟

هل تخيلت يوماً أن الآلات يمكن لها أن ترى وتسمع وتنجح في التنبؤ والتصور واتخاذ القرارات بشكل يتخطى البشر أحياناً من حيث الفعالية والكفاءة؟

هل يمكن لك تصوّر أنّ حاسباً متطوراً استطاع أن يغلب بطل العالم في لعبة الشطرنج؟

كل هذا يندرج تحت مفهوم الذكاء الاصطناعي، تلك التقنية المذهلة التي جمعت عبقرية الانسان مع التكنولوجيا الحديثة، وأحدثت ثورة حقيقية بتغييرها تصوراتنا المستقبلية بشكل كليّ.

ما هو الذكاء الاصطناعي

ما هو الذكاء الاصطناعي؟

هو المجال الحاسوبي الخاص بتطوير التقنيات والأنظمة التي تحاكي الذكاء البشري من حيث أداء المهام والوظائف.

على سبيل المثال، القدرة على التعلّم وتنظيم العلوم وفهمها، وفهم الصوت وتحليل الصور والفيديو وحل المشاكل وحتى فهم المحادثات البشرية والاستجابة لها بشكل هادف.
يتم ذلك باستخدام تقنيات كالشبكات العصبية الاصطناعية والتعلّم الآلي ومعالجة اللغة الطبيعية.
وجديرٌ بالذكر أن هذا المفهوم تم طرحه منذ عام  1956م، ولكنه بقي قيد البحث والتطوير حتى أواخر القرن الماضي.

تتميز الحواسيب المستخدمة للذكاء الاصطناعي عن الحواسيب التقليدية، بأنها لا تحتاج لبرمجة الخطوات الخاصة بكل جزء على حدى، بل تقوم باستنتاج الأفكار بنفسها من خلال خوارزميات يدخلها الانسان إليها، وهي بدورها تقوم بتحليل المعلومات المقدمة لها ومقارنتها مع البيانات الموجودة فيها مسبقاً لاستخدامها بتوليد أفكار جديدة.


أنواع الذكاء الاصطناعي:

يصنف إلى ثلاثة أنواع أساسية، مع الإشارة إلى أن معظم تطبيقاته في الوقت الراهن تندرج تحت مفهوم الذكاء الاصطناعي الضيق:

1. الذكاء الاصطناعي الضيق ANI

هذا النوع مخصص للقيام بمهمات معينة من الممكن أن تكون معقدة، على سبيل المثال ميزة التعرف على الوجوه، ونظام تصفية البريد الالكتروني، والسيارات ذاتية القيادة.

2. الذكاء الاصطناعي العام AGI

وهو النوع الذي يحاكي قدرات البشر من حيث التفكير والأداء أو حتى الإحساس. وهو ليس متاحاً بعد لأنه يتطلب قدرات حسابية هائلة غير موجودة حالياً، ومن المتوقع أن نصل إليه في العقود المقبلة.

3. الذكاء الاصطناعي الفائق ASI

أمّا عن هذا النوع، فهو يمتلك قدرات هائلة تفوق قدرات البشر بمئات المرات، وهو سبب تخوّف العلماء نتيجة لقدراته الهائلة، لذلك يجب البحث في كيفية الاستفادة منه مع تجنب مخاطره.


مجالات تطبيق الذكاء الاصطناعي

البرمجة:

أصبح الذكاء الاصطناعي عكازاً قوياً للمبرمجين حيث يستطيع أن يوفر الوقت والجهد عليهم في كتابة الأكواد أو تصحيحها وتطويرها، وقد أثبتت دراسة أجرتها شركة GitHub، التابعة لشركة مايكروسوفت نهاية العام الفائت، أن 92% من المبرمجين يستخدمون الذكاء الاصطناعي كمساعد برمجي لهم!

الطب:

سبب الذكاء الاصطناعي تطوراً كبيراً في القطاع الصحي، على سبيل المثال استخدامه في تشخيص الأمراض وتطوير العلاجات، وكذلك الروبوتات التي تقوم بالعمليات الجراحية.

الصحافة والإعلام:

تسهم أدوات الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية من خلال مساعدتها الصحفيين في التحليل والتنظيم وبالتالي إعطائهم وقتاً أكبر لإعداد التقارير بطريقة أدق.

وتساعد أيضاً في معرفة المحتوى الذي يفضّله القارئ أو المشاهد وبالتالي تقديم المحتوى المناسب له. إضافةً إلى معرفة الأخبار العاجلة بطريقة أسرع، والأهم من ذلك المساعدة في كشف المعلومات المغلوطة أو المزيفة.

الأمن السيبراني:

يستخدم للتعرف على الهجمات الالكترونية والاحتيال وحماية الشبكة وأمان التطبيق والاشتباه في سلوك المستخدم من خلال قدرته على التمييز بدقة بين البريد العشوائي والبريد المشروع.

التعليم:

يساعد في إعداد الخطط الدراسية وأيضاً كمساعد مدرس افتراضي ذكي والكثير من التطبيقات التعليمية. وذلك من خلال بعض الأدوات مثل ChatGpt الذي يمكن استخدامه كبديل لمحرك البحث إضافةً إلى topHat و Education Capilot ...إلخ

التسويق الالكتروني:

على سبيل المثال، إظهار إعلانات وتوصيات للناس بناءً على عمليات بحثهم وشرائهم لأشياء مشابهة. ومثال آخر إنشاء قوائم تشغيل لفيديوهات أو أغاني استناداً إلى الأغاني التي تم سماعها من قبل.

الزراعة:

يستخدم في تحديد المناطق التي تحتاج الري والتسميد أو العلاج وكذلك التنبؤ بوقت نضج المحاصيل.

المساعد الرقمي:

كالهواتف الذكية التي تفهم متطلبات اللغة الطبيعية وتجيب على الأسئلة وتساعد في تنظيم الروتين.

وذلك إضافةً إلى استخدامه في الكثير من المجالات كالصناعة والبرمجة والسيارات ذاتية القيادة والألعاب كلعبة البوكر، إضافة إلى التعرف على الوجه ووضع العلامات على الصور ...إلخ


بعض أدوات الذكاء الاصطناعي المجانية

نموذج شات جي بي تي (ChatGPT):

من أفضل برامج الذكاء الاصطناعي التي يمكن الاعتماد عليها وأكثرها تقدماً. يعتبر أول نموذج ذاع صيته بقوة وهو بالأصل عبارة عن روبوت محادثة صمم لإجراء محادثات مع المستخدمين يمكن من خلالها الإجابة على أي سؤال بالإضافة للترجمة وكتابة المقالات. وكذلك إجراء محادثات طبيعية ورفض الفرضيات والأسئلة المغلوطة.

نموذج بينغ (Bing Chat):

يوفّر الإجابة على استفسارات معقدة والحصول على معلومات وإجابات شاملة من خلال إجراء محادثات مطورة مع المستخدمي وهو نسخة من ChatGPT ولكنه يعتبر أقوى كونه متصل بالإنترنت.

نموذج جيميني (Gemini):

هذا النموذج المقدّم من غوغل ينافس chatGpt من حيث الكفاءة والخدمات التي يقدّمها. ويتميز عن باقي التطبيقات بقابيلته لرفع الصور والملفات إليه لتحليلها واستخلاص المعلومات منها. وكذلك فهو يدعم إضافةً إلى خدمة البحث عبر الانترنت بعض الخدمات الخارجية، كالوصول إلى الملفات أو رسائل البريد الالكتروني الموجودة في هاتفك.

نموذج Perplexity:

يتميز كما في chatGpt بسهولة الاستخدام، كما يوفر ميزة طرح الأسئلة شفهيّاً مما يساعد المستخدمين بشكل كبير.


مخاطر الذكاء الاصطناعي

بعد أن عرفنا هذه التقنية المذهلة ولاحظنا فوائدها العظيمة، لا بد لنا أن نتساءل عن مخاطرها المحتملة على المدى القريب أو البعيد.

يرى الكثير من الباحثين أن الاعتماد الكامل على التكنولوجيا في المستقبل سيؤدي إلى فقدان المهارات البشرية. ونتيجةً لذلك سنتوقف عن العمل بشكل كامل عند حدوث أعطال في النظام.
ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل سيئ جداً في الحروب، على سبيل المثال توليد صور ومقاطع فيديو مزيفة من الممكن أن تجعل الحكام يتخذون قرارات خاطئة. كما أن الفوز في الحروب سيصبح مقتصراً على الدول التي تمتلك أسلحة ذكاء اصطناعي مطورة.

إضافةً إلى تهديد الذكاء الاصطناعي لأمن المعلومات والخصوصية، ولا سيما عند استخدامه في مجالات مثل الأمن والدفاع. حيث يؤدي حدوث ثغرات في النظم الذكية إلى انتهاك خصوصية بعض المعلومات الحساسة وحدوث أضرار بالغة.

وأمّا عن التخوف الأكبر، فهو فقدان السيطرة على الذكاء الاصطناعي الفائق، حيث أنه من المحتمل أن يتقدم بشكل كبير ويستقل عن البشر ويتخذ القرارات بناءً على أهدافه الخاصة التي لا تتوافق مع أهداف البشر. وعندئذٍ من المحتمل ألا يكون لديهم القدرة على التحكم به أو إيقافه.


AYA BRIMO
AYA BRIMO