يُعد تساقط الشعر يومياً لدى الإنسان أمر طبيعي وغير مقلق ويتعلق هذا الأمر باختلاف طبيعة أجسام الأشخاص وأماكن إقامتهم، حيث يلعب العامل البيئي دوراً مهماً في ذلك. ولكن تكمن الخطورة في ازدياد معدل التساقط فوق المعدل الطبيعي. فما هو المعدل الطبيعي ومتى يزداد هذا المعدل؟
المعدل الآمن لتساقط الشعر
إن تساقط الشعر يومياً بمقدار 50 إلى 100 شعرة يعتبر معدل آمن وذلك ليجدد نفسه. ويزداد هذا المعدل بانقلاب الفصول بسبب التغيرات التي تحصل على الطقس. ولاسيما في فصل الخريف ويعرف بالخريف الموسمي للشعر حيث يزداد التساقط بسبب كثرة التبدلات في المناخ. وأيضاً بسبب عدم تعرض الشعر لما يكفي من الضوء، فعدد ساعات الليل يكون أكثر. على عكس فصل الصيف الذي يكون فيه نمو الشعر هو الأكثر من غيره.
ما الذي يسبب تساقط الشعر؟
بدايةً والأكثر تأثيراً هي المورثات، فهي تلعب دوراً هاماً في تحديد قوة الشعر وكثافته. كما وتندرج بعدها هرمونات الجسم واضطراباتها التي إما أن تؤدي لتساقطه أو زيادة كثافته. كذلك خلل الفيتامينات ونقص الحديد وفقر الدم فمتانة الشعر مرتبطة بوجود مخازن كافية من الحديد في الجسم. إضافة إلى ذلك الحالة النفسية التي تتمثل بالقلق والتوتر والخوف من مدمرات الشعر. على عكس ذلك فإن الشعور بالأمان والحب والراحة النفسية من معززات نموه. فكما أنّ العقل السليم في الجسم السليم فكذلك الشعر السليم.
الحالات التي يزداد عندها تساقط الشعر
القشرة
تؤثر الأمراض الجلدية وأبرزها القشرة على صحة فروة الرأس وبالتالي ينعكس الأمر سلباً على نمو الشعر. إذ أنه يصبح ضعيف الجذور ويبدأ بالتساقط بكثرة.
صباغة الشعر
يتم سحب الشعر -أي إزالة لونه- باستخدام مواد كيميائية تضعف الشعر وتقلل من عمره، فيصبح باهتاً عطشاً للتغذية والعناية ويزداد معدل تساقطه، فالسحب ليس بعملية صحية بل على العكس فهي مضرة. وللأسف فإن الكثير من الناس يستخدمون الصبغات لتغيير اللون والتي قد تتلف الشعر. فهي تسبب ضعف الشعر وخلل البروتين الذي يعتبر المكون الأساسي له.
التغيرات الهرمونية بعد الولادة
من الطبيعي أن تحصل تغيرات في إفراز الهرمونات لدى النساء بعد الولادة. فالجنين يتغذى من أمه أثناء الحمل كما ويستمد غذاؤه من الفيتامينات التي في دمها. أي أن الخلل الهرموني ونقص الفيتامينات لديها سيؤديان إلى ضعف وتساقط شعرها بشكل طبيعي غير مثير للقلق ولكن لفترة محددة.
أهم التحاليل المطلوبة لمعرفة سبب تساقط الشعر
مخزون الحديد
يسبب نقصان مخزون الحديد نقص خلايا الدم الحمراء المسؤولة عن نقل الأكسجين وبالتالي عدم حصول بصيلات الشعر على كفايتها من الدم والأكسجين.
فيتامين د
يؤثر فيتامين د على قوة بصيلات الشعر ويسبب نقصه خلل في متانتها وبالتالي ضعفها وانهيارها.
هرمونات الغدة الدرقية
وظيفة الهرمونات المفرزة من الغدة الدرقية تكون في انقسام الخلايا، أي زيادة نمو الشعر وخللها يكون سبباً في انهياره.
مستوى الزنك في الدم
يعد الزنك عامل مهم لنمو الشعر، ويستخدم على شكل مستحضرات طبية لعلاج التساقط.
فحص الدم
يعتبر الدم الطبيعي معززاً هاماً لمتانة البصيلات وزيادة كثافة ونمو الشعر.
كيف نعزز نمو الشعر؟
لتعزيز نمو الشعر يترتب علينا تناول أطعمة صحية غنية بالبروتين والبيوتين والزنك كاللحوم والخضار. كذلك القيام بأخذ قسط كافٍ من الراحة. والنوم الكافي الذي يحفز نمو الشعر الطبيعي. إضافةً لذلك القيام بمساج لفروة الرأس بين الحين والآخر فهو بدوره يحفز الدورة الدموية في الرأس وبالتالي يدعم نمو الشعر.
كيفية الحد من تساقط الشعر؟
إن ركيزة إيقاف التساقط تقبع في معرفة السبب الرئيسي له ومن ثم علاجه دون التردد والتأخير ولو للحظة. ومن أهم العلاجات تناول حبوب الحديد وفيتامين د والزنك. فهي تدعم الشعر وتقويه وتزيد من كثافته. إضافةً إلى لعب الرياضة وإراحة الأعصاب والابتعاد عن مصادر التوتر. كما أنه لا ضير بالقيام بجلسات البلازما والبروتين التي تقوي الشعر وتعطيه رونقاً.
علاقة مستحضرات العناية بالشعر بنموه
العناية بالشعر خارجياً لها دور أساسي في صحته كاستعمال الزيوت الطبيعية التي تفيد الشعر مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت الخروع. وكذلك التأني في اختيار نوع الشامبو المناسب للشعر لتفادي مشاكل الحساسية وغيرها. فالشامبو الغني بالكيرياتين هو الأفضل للشعر الباهت، كذلك الشعر الجاف يناسبه الشامبو الحاوي على زيت جوز الهند، أما الشعر الدهني فيناسبه الشامبو قليل الزيوت.
خلاصة القول إنّ العناية بالشعر وتصفيفه بلطف وتناول الطعام الصحي الغني بالمعادن والفيتامينات، هي ركائز الشعر القوي. كما أن تساقط الشعر إن لم يكن بكثرة فهو أمر غير مقلق ويرتبط بتبدل الفصول والمناخات.