في حال زرت واشنطن فلابد من أن يأسرك التصميم المتقن لجسر تاكوما ناروس، الجسر المعلق في ولاية واشنطن حيث أنه اشتهر بجمال تصميمه الذي أدهش المشاهدين. بطول بلغ حوالي 1,646 متر وارتفاع يصل إلى حوالي 155.45 متر.
مصمم الجسر وأهم أعماله
صمم جسر تاكوما ناروس المهندس المدني ليون مويسيف الأمريكي من أصل ليتواني.تحيث ولّى تشييد الجسور لمدينة نيويورك وأصبح أحد المصممين الأساسيين فيها وحازت استشاراته الهندسية رواجاً وقبولاً. وكذلك شارك في بناء جسر منهاتن الذي انتهى تشييده عام 1912م كما شارك في بناء جسر البوابة الذهبية عام 1937م.
توفي ليون مويسيف عام 1943م عن عمرٍ ناهز السبعين عاماً إثر نوبة قلبية.
متى تم بناء الجسر وافتتاحه؟
درست هيئة المجلس التشريعي لولاية واشنطن طلب بناء جسر تاكوما ناروس عام 1937م. حيث أنه كان مقدماً من مدينة تاكوما ومقاطعة بيرس ليتم بناؤه فوق مضيق نهر تاكوما ناروس. لاقى المشروع دعماً شديداً من قبل السلطات الأمريكية. ولذلك تم البدء بعملية البناء في سبتمبر عام 1938م بتمويل بلغ 6.4 مليون دولار لتستغرق عملية التشييد عشرة أشهر. وافتُتح في يونيو من عام 1940م ليكون ثالث أطول جسر معلق في العالم.المواد المستخدمة في بناء الجسر
في بناء قاعدة الطريق.. تم استخدام فولاذ مثبت في كتل خرسانية تحتوي على دعامات ذات شعاع شبكي. ولتدعيم قاع الطريق قام المهندسون بوضع العوارض العميقة بالإضافة إلى تعليقه بأكبال تعمل على مقاومة قوى الشد.الغاية من تشييد جسر تاكوما ناروس
تم تشييد جسر تاكوما ناروس ليكون صلة الوصل بين نهر تاكوما ومرفأ جيغ. كما واشتهر بتصميمه النحيف وامتلاكه ممراً في كل اتجاه للمشاة والسيارات. وقد كان له دور مهم في تخفيف حركة المرور.هل امتلك جمال التصميم مقاومة للتغيرات المناخية؟
على الرغم من العديد من التقييمات لجمال تصميمه والتي تقارنه بجمال تصميم جسر أوريسند الذي يصل دولتي الدنمارك والسويد ببعضهما، فإنه وللأسف لم يكن الحظ حليفاً لذلك التصميم المُدهش. فبعد أربعة أشهر من افتتاح الجسر وعند أول إعصار قوي في 7 نوفمبر عام 1940م قُطعت إحدى حباله الفولاذية. مما أدى إلى زعزعة بنيانه وحدوث ظاهرة عُرفت بالرنين الميكانيكي فانهار الجسر بشكل مرعب في غضون 45 دقيقة.سبب انهيار جسر تاكوما ناروس
تختلف آراء المهندسين حول أسباب الانهيار في ثلاث نظريات رئيسية. بيّنت النظرية الأولى أنه انهار بسبب حدوث تطابق بين الاهتزازات الناتجة عن الرياح المؤثرة على الجسر والاهتزازات الطبيعية التي تنشأ نتيجة مرور الآليات مما أدى لدخول الجسر بحالة رنين. أما النظرية الثانية فقد أرجعت سبب الانهيار إلى تشكل دوامات هوائية أسفل الجسر مما أدى إلى تأرجح الجسر وزيادة قيمة الاهتزازات الأصلية الطبيعية لينهار الجسر. وقد فسرت النظرية الثالثة الانهيار بأنه عائد إلى قوى الرفع والسحب التي أدت إلى تغيير اتجاه وقيمة قوى الفتل في الجزء الأوسط من الجسر الذي انهار في البداية ثم تبعه كامل الجسر.
اشتركت النظريات الثلاث بأن السبب الرئيسي لانهيار الجسر هو الوزن الخفيف والمرونة الكبيرة لجسم الجسر واختلفت عن بعضها بتفسير طريقة حدوث الانهيار.