يشاع بيننا منذ القدم أن طقطقة الأصابع تؤدي إلى التهاب في المفاصل فإلى أي مدى يعتبر هذا صحيحاً؟ وكيف تحدث عملية الفرقعة هذه؟
في حال كنت جالساً بين مع عائلتك أو مع أقرابك وقمت بفرقعة أصابعك. فعلى الأقل هنالك شخص أو اثنان، وخاصة ممن هم متقدمون بالسن، سيوبخانك على عملية طقطقة الأصابع. مدّعين أن هذا الأمر مضرّ، وقد يؤدي إلى التهاب مفاصل أصابعك!
على الرغم من أن التفكير بالأمر قد يجعله منطقياً؛ فدفع ومباعدة الأصابع لإصدار الفرقعة قد يؤدي بشكل ما إلى التهاب المفاصل. ولكن الدراسات لم تظهر أي صلة بين الأمرين!!
كيف تحدث طقطقة الأصابع؟
ضمن جميع مفاصلنا؛ هنالك سائل زلالي يأخذ دور وسادة لزجة لتخفيف الاحتكاك بين المفاصل، كمفاصل الأصابع والركبة والورك والأقدام. عند تمدد هذه المفاصل وتحديداً في طقطقة الأصابع، فإن المحافظ المفصلية التي تحتوي على السائل الزلالي تتباعد لينخفض الضغط داخلها. مما يؤدي لنشوء فقاعات غازية، هذه الفقاعات ونتيجة للضغط على المفصل تؤدي لإصدار صوت. فيكون صوت الفرقعة هو صوت انفجار هذه الفقاعة وعودة المحفظة المفصلية إلى الحجم الطبيعي.
ويعود سبب عدم قدرتنا على طقطقة نفس المفصل أو الإصبع مرتين متتاليتين هو أن الأمر يستغرق بعض الوقت حتى تتراكم فقاعات الغاز مرة أخرى في المحافظ المفصلية.
طقطقة الأصابع والتهاب المفاصل
في دراسة طبية نشرت في مجلة "Arthritis & Rheumatology" الأكاديمية عام 1998م، اختبر الطبيب دونالد أونغر هذا الاعتقاد الذي لطالما سمعه من والدته وعماته وحتى والدة زوجته. فقام على مدار 60 عام بعملية اختبار لـ طقطقة الأصابع. فكان يقوم بطقطقة أصابع يده اليسرى مرتين يومياً، بينما لا يفعل ذلك أبداً ليده اليمنى.
فوجد بعد انقضاء ال 60 عام، أن مفاصل يديه لم تظهر أي علامات لالتهاب. ولم تكن هنالك أي اختلافات بين يديه اليسرى واليمنى، سوى أن اليد اليمنى يمنى واليد اليسرى يسرى. وعلى الرغم من أنه استمر مدة غير معقولة في الدراسة، ولربما ترى أن الأمر في الواقع لا يستحق كل هذه السنوات من التجربة. إلا أنه بذلك أثبت بشكل قاطع أن فرقعة أصابعك لا تسبب لها أبداً التهاب المفاصل.
ومن جهة أخرى، هنالك تقارير طبية نادرة عن مشاكل مرتبطة بهذا السلوك. والتي قد تتعلق بمدى القوة المستخدمة والطريقة الخاصة بالشخص. فعلى سبيل المثال سجلت بعض الحالات لخلع في المفاصل وإصابات الأوتار بعد محاولات قوية لطقطقة الأصابع. ووجدت إحدى الدراسات المنشورة عام 1990م أنه من بين 74 شخصاً يفرقعون أصابعهم بانتظام، كانت قوة قبضتهم المتوسطة أقل من الطبيعي. وكان هناك نسبة قليلة من حالات تورم اليد مقارنة بـ 226 شخصاً لم يفرقعوا أصابعهم. ومع ذلك فقد كان معدل الإصابة بالتهاب المفاصل هو نفسه في كلتا المجموعتين.
ختاماً.. وعلى الرغم من عدم إثبات أي أضرار لهذه العادة، إلا أنك في حال كنت تواجه ألماً خلال طقطقة أصابعك يستحسن أن تقوم بزيارة الطبيب للتأكد من عدم وجود مشاكل أخرى.