الصداع هو ألم في الرأس بشكل كامل أو في جزء منه، وقد يشمل أيضاََ فروة الرأس والرقبة من الأعلى والوجه. بالإضافة إلى ذلك فإن الألم يمتد إلى داخل الرأس ويوصف في الغالب بأنه ضغط نابض أو مستمر أو حاد مما يعيق استمرار الحياة اليومية بشكل طبيعي للأشخاص.
أنواعه
على الرغم من الألم الذي يسببه والإزعاج المرافق له إلا أنه ليس بالضرورة أن يكون ناتج عن حالة طبية خطيرة.
حيث يوجد أكثر من 150 نوعاََ ولكن يمكن تقسيمه ضمن فئتين بشكل أساسي:
1. الصداع الأولي:
يمكن أن يتسبب هذا النوع في خلل أو فرط نشاط السمات الحساسة للألم ضمن الرأس. ولكنه لا يُعد سبب لحالات طبية خطيرة كامنة، وتشمل أنواع الصداع الأولي ما يلي:
أ. صداع التوتر Tensions Headache
أكثر الأنواع المنتشرة، وهو عبارة عن ألم حاد في الرأس نتيجة حدوث توتر في عضلات الرقبة وفروة الرأس. أو حتى أيضاََ بسبب وضعيات خاطئة للرأس.
ب. الصداع النصفي Migraine Headache
يعرف أيضاََ بـ الشقيقة، ويسبب ألم شديد ونابض عند المريض. وفي الغالب يتركز الألم في جهة واحدة من الرأس وبشكل نوبات تختلف شدتها ومدتها. وعلى الرغم من ذلك إلا أنه لاتزال أسباب الشقيقة غير معروفة، حيث أنه يمكن للعديد من العوامل تشكيلها وزيادة نوبات الشقيقة. ويعد هذا النوع شائع بشكل أكبر لدى النساء بسبب تذبذب مستويات الهرمونات في الجسم.
ج. ألم الرأس العنقودي Cluster Headache
عبارة عن ألم للمريض على شكل هجمات ضمن فترات مختلفة قد تتكرر عدة مرات في اليوم مستمرة لعدة أسابيع. وبعد ذلك تليها فترات طويلة من الوقت ممكن أن تصل لسنوات لا يحصل فيها الشخص على أي ألم في الرأس.
وبالنظر إلى أسباب هذا النوع من الألم لايزال السبب الرئيسي غير معروف إلا أنه للغدة الموجودة تحت المهاد في قاعدة الدماغ دور كبير في حدوثه. وذلك لأنها تطلق الهيستامين والسيروتونين بشكل مفاجئ ضمن الدماغ.
د. ألم الرأس اليومي المستمر.
هو الألم الذي يستمر نتيجة التعب والإرهاق والضغط في الأعمال اليومية، وتختلف شدته تبعاََ لزيادة الضغط والتعب.
2. الصداع الثانوي:
وهو ما تسببه حالة طبية غير مرئية، ويعتبر أحد الأعراض أو العلامات لوجود حالة مرضية. وعلى الرغم من ذلك فإن أنواع الصداع الثانوي ليس بالضرورة أن تشكل خطورة وقد تختفي بمجرد علاج الحالة المرضية الكامنة.
أنواعه بشكل أساسي:أ. الألم الناتج عن الجيوب الأنفية Sinus Headache
وهو الذي يحدث بسبب التهاب الأنسجة المبطنة للجيوب الأنفية.
ب. صداع النخاع Spinal Headache:
يحدث بسبب ضغط سائل النخاع على الأنسجة المحيطة به، وفي العادة يحدث هذا الضغط بعد التعرض للتخدير في العمود الفقري أو فوق الجافة.
ج. ألم الرعد المفاجئ
ألم شديد يحدث بشكل مفاجئ من دون أي سوابق وقد يستمر لمدة دقائق. ومن المعتاد أن يشير إلى وجود مشكلة خطيرة مثل النزيف الدماغي ولذلك يحتاج إلى الرعاية الطبية بشكل مباشر.
د. صداع الورم الدماغي
إن أورام الدماغ في العادة تسبب صداع مزمن ومستمر طوال الوقت. وقد يعتبر هذا الصداع أولي في حال كان الورم قد نشأ داخل الدماغ، أما إذا انتشر السرطان ضمن أجزاء الجسم الآخرى نحو الدماغ فيعتبر صداع ثانوي.
هـ. الألم الحاصل بسبب صدمة الرأس أو الرقبة
عند التعرض لضربة على الرأس أو الرقبة واستمر الألم بعد الصدمة عدة ساعات او أيام لابد من أخذ استشارة طبية وخاصة عند الأطفال.
و. ألم الرأس بسبب التهاب السحايا
تعتبر حالة التهاب السحايا من الحالات المرضية الخطيرة التي تهدد حياة المريض، ويحدث الالتهاب نتيجة لعدوى تصيب الأغشية المحيطة بالنخاع الشوكي والدماغ والتي تبطن الجمجمة.
ز. نوع الألم الارتدادي
يحدث نتيجة لتناول مسكنات الألم بشكل يومي وطويل الآمد مثل (الاسيتامينوفين، الأسبرين أو الإيبوروفين). وأيضاً تناول الكافئين ومن ثم التوقف أو التقليل من تناولها مما يسبب حدوث الصداع الارتدادي.
ح. الصداع الهرموني
يحدث هذا النوع بسبب التغيرات الهرمونية في الجسم، ومن أكثرها شيوعاً الصداع المرافق لاستخدام حبوب منع الحمل أو الصداع المرافق للحمل عند النساء.
من هم الأشخاص الذين يعانون من ألم الرأس؟
يمكن لأي شخص أن يعاني من ألم الرأس وذلك يشمل الأطفال والمراهقون وحتى البالغين. حيث أنه يعاني 96٪ من الأشخاص من الصداع مرة واحدة في حياتهم على الأقل. و 40٪ من الأشخاص حول العالم يعانون من الصداع الناتج بسبب التوتر، و10٪ منهم يعانون من الصداع النصفي.
هل الصداع ينتقل بشكل وراثي؟
إن أكثر أنواعه التي تنتشر بين أفراد العائلة هي الصداع النصفي وإذا كان أحد الأبوين على الأقل يعاني من الصداع. فإنه لابد أن يعاني الأطفال منه وهم أكثر عرضة للإصابة به بنحو أربع مرات أكثر من الذين لا يعاني أحد الأبوين منه.
متى يتطلب الصداع رعاية طبية مباشرة؟
إذا ظهرت أي من الأعراض التالية مرافقة لألم الرأس فيجب الحصول على رعاية طبية على الفور:
- ألم مفاجئ في الرأس جديد وشديد.
- ألم الرأس مع حمى وضيق نفس أو طفح جلدي.
- الألم الحاصل بعد إصابة في الرأس أو عند التعرض لحادث.
- الصداع بنوع جديد بعد سن الـ 55 عاماً.
بالإضافة إلى أنه يجب الحصول على الرعاية الفورية إذا كان الألم مرتبط بأعراض عصبية مثل (ضعف، فقدان التوازن، دوار، خدر أو وخز، صعوبة في الكلام، حدوث تغيرات سيئة في سلوك الشخص، صعوبة وتغيرات في الرؤية...).
كيف يتم علاجه؟
يتم علاج ألم الرأس الخفيف في المنزل باستخدام مسكنات الآلم المتاحة دون وجود وصفة طبية. وأيضاََ علاجات العناية الذاتية مثل:
- وضع كمادات ساخنة أو باردة على الرأس.
- تدليك الرأس أو الرقبة.
- الراحة في غرفة مظلمة وهادئة.
- تجنب الروائح أو العطورات المزعجة للشخص.
- الإبتعاد عن الأطعمة المزعجة وقلة النوم الوضعيات السيئة للجسم.
وإذا كان هناك أعراض لا تحتمل مرافقة للألم يجب الحصول على استشارة طبية كما ذكرنا سابقاً.
وفي النهاية يجب الانتباه على صحة الجسم بشكل كبير سواء كانت المعاناة بسبب أي نوع من أنواعه، والمحاولة قدر الإمكان لتخفيف مسببات الألم الناتج عنه.