في عصرنا الذي يتسم بالإيقاع السريع للتطور التكنولوجي المستمر، بات مصطلحا الشحن السريع والشحن البطيء يلعبان دوراً حيوياً في أداء أجهزتنا الإلكترونية. حيث يشعر الكثير منا أن الحفاظ على بطارية هاتفه مشحونة على الدوام يمثل أولوية قصوى. ومع الزيادة المستمرة في الطلب على الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة؛ تبرز أهمية فهم تقنيتي الشحن هاتين.
إذ يعد الشحن السريع والشحن البطيء محور جدل واسع بين المستخدمين. وفي هذا المقال نستعرض معاً الفرق بين الطريقتين، ونتعمق في تفاصيل عمل كلٍ منهما. وسنناقش الفوائد والتحديات المرتبطة بهما، بالإضافة إلى أننا سنجيب على أسئلة شائعة متعلقة بهذا الموضوع..
الشحن السريع والشحن البطيء
الشحن السريع هو تقنية إلكترونية الهدف الأساسي لها هو تقليل وقت شحن الأجهزة بشكل كبير. وتعمل هذه التقنية على زيادة كمية الطاقة المتجهة إلى بطارية الجهاز لشحنه خلال مدة زمنية أقصر.
وتستخدم أجهزة الشحن السريع قدرة كهربائية تتراوح بين (15 - 120 واط كهربائي)، وذلك من أجل تأمين شحنة كهربائية كبيرة خلال فترة قصيرة.
أما بالنسبة للشحن البطيء فإن تعريفه معاكس لتعريف الشحن السريع، حيث أنه تقنية كلاسيكية ظهرت مع بداية ظهور الأجهزة الإلكترونية، حيث تستخدم أجهزة الشحن البطيء قدرة كهربائية تتراوح بين (7 - 10.5 واط).
مقارنة بين إيجابيات وسلبيات كليهما
تختلف طرق الشحن وفقاً لاحتياجات المستخدم وظروف الاستخدام، ولذلك يعتمد التفريق بين الشحن السريع والشحن البطيء على عدة عوامل. فيما يلي مقارنة توضيحية بينهما:
• الشحن السريع:
- تتمثل إيجابياته بأنه يوفر وقتاً قيّماً بفضل الشحن الفوري. ويعتبر مثالياً لحالات الطوارئ، أو في حال كان المستخدم كثير التنقل من مكان لآخر. أيضاً يعتبر مناسباً ضمن حالات انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة.
- بينما سلبياته تتمثل بأن التقنية تنتج كمية حرارة أعلى من التقنية البطيئة؛ والتي قد تؤثر بشكل طفيف على عمر البطارية ومكونات الجهاز. كما أن المستخدم يحتاج إلى شواحن وكابلات تدعم التقنية، وهي ذات تكلفة مادية أعلى.
• الشحن البطيء:
أهم ميزاته أنه يتسبب بدرجات حرارة أقل من تقنية الشحن الفوري؛ وهو ما يحافظ على صحة البطارية على المدى الطويل. مما يمكننا من القول أنه أكثر أماناً للاستخدام اليومي الكبير. أيضاً تكلفته المادية أقل بكثير من تكلفة الشحن السريع.
- سلبياته هي أنه يحتاج إلى مدة طويلة نسبياً حتى يتم الشحن كاملاً، فإن كان المستخدم في عجلة من أمره؛ تلك السلبية تتحول إلى مشكلة حقيقية.
أي الوسيلتين أفضل؟
في الحقيقة إن اختيارك بين الشحن السريع والشحن البطيء يعتمد على أسلوب حياتك. فإذا كنت تعمل وتتنقل باستمرار وبحاجة إلى شحن فوري أثناء التنقل؛ فإن الشحن السريع يمثّل خيارك الأمثل. أما إذا كنت مهتماً بإطالة عمر بطاريتك على المدى البعيد؛ فإن الشحن البطيء سيكون خيارك الأنسب.
كيفية معرفة إن كان الشاحن يدعم تقنية الشحن السريع؟
تستطيع معرفة الشاحن السريع بسهولة إذا ما اتبعت بعض الإرشادات العملية التي سنذكرها لك تالياً:
1. فحص القدرة الكهربائية:
تأكد من أن الشاحن يمتلك قدرة كهربائية لا تقل عن 15 واط كهربائي. غالباً ما يتم كتابة هذه المواصفات على علبة الشاحن وعلى الشاحن نفسه. وإن لم تجدها فقد يعود السبب إلى أن ذلك الشاحن غير أصلي أو ذو نخب سيء.
2. تجربة شحن الجهاز:
إن تعذّر عليك معرفة قدرة الشاحن الكهربائية قم بتجربته عملياً. حيث أنك ستلاحظ أن معظم الأجهزة الحديثة تعطي إشعارات خاصة على الشاشة عند تفعيل وضع الشحن السريع. أو يمكنك تحديد ذلك في حال اكتمل شحن الجهاز بمدة زمنية قصيرة نسبياً.
3. اختيار العلامات التجارية الموثوقة:
احرص دائماً على اقتناء أي قطعة كهربائية من مكان موثوق يقدّم لك ضماناً بها. فذلك سيمكنك من معرفة مواصفات القطع قبل شرائها حتى.
كيفية حل مشاكل الشحن السريع
في بعض الأحيان قد تواجه مشكلات تؤثر على سرعة الشحن. نذكر منها:
أ. استخدام كابل شحن غير متوافق:
يُبطئ الكابل العادي عملية الشحن حتى لو كان الشاحن سريعاً؛ لذلك عليك أن تحرص على استخدام كابلات سريعة مخصصة للتقنية.
ب. قيود الأجهزة:
ليست كل الأجهزة تدعم الشحن السريع. فحتى لو استخدمت شاحن وكابل سريعين؛ إن كان الجهاز لا يدعم التقنية فإنك لن تستفيد من الأمر. لذا عليك أن تتأكد من مواصفات جهازك.
ت. تشغيل التطبيقات في الخلفية:
أحياناً تعمل بعض التطبيقات في الخلفية؛ فتستنزف طاقة البطارية، مما يسبب ضعف في سرعة الشحن. فاحرص على إغلاق هذه التطبيقات دائماً أو التخلص منها إن استطعت فهي تمثل تهديد لعمر البطارية.
ث. ميزات إدارة البطارية:
معظم الأجهزة تحد من سرعة الشحن السريع عند بلوغ البطارية نسبة معينة لتجنب ارتفاع الحرارة. ولضمان الحفاظ عليها على المدى البعيد.
ج. مشاكل في الشاحن أو المنفذ:
الشاحن السريع مثل أي شاحن؛ مع مرور الوقت تتأثر كفاءته بسبب الاستخدام المتكرر. لذا استبدل الشاحن عند الحاجة. أيضاً الكابل يملك عمر معين؛ فقد تتأثر جودته بظروف البيئة المحيطة مع مرور الوقت.
أسئلة شائعة عن الشحن السريع والشحن البطيء
1. هل الشحن البطيء أكثر أماناً من الشحن السريع؟
لا يمكن اعتبار الشحن البطيء دائماً أكثر أماناً. إذ أن الشواحن السريعة الحديثة باتت مجهزة بميزات أمان تتحكم في درجة الحرارة وتمنع الشحن الزائد. ولكن ذلك يرفع التكلفة المادية للشاحن.
2. هل أحتاج إلى كابل خاص للشحن السريع؟
نعم كما ذكرنا سابقاً يحتاج الشحن السريع إلى كابلات تدعم نقل التيار العالي، مثل كابلات USB-C المدعومة بتقنية Power Delivery.
3. هل يمكن استخدام شاحن بطيء لشحن جهاز يدعم الشحن السريع؟
نعم يمكن ذلك ولكن بكل تأكيد ستتأثر سرعة الشحن وتنخفض مدة اكتمالها.
4. كيف أعرف أن هاتفي يدعم الشحن السريع؟
تظهر عادةً إشعارات أو أيقونات مخصصة على شاشة الهاتف عند تفعيل الشحن السريع. ومعظم الأجهزة الحديثة باتت تدعم التقنية لذا ستجد على عبوة أي جهاز معلومات الميزة وإن كانت مدعومة أم لا.