لطالما اعتبر البشر الزائدة الدودية عضواً بلا وظيفة حقيقية، فهي مجرد بقايا تطوّرية لا دور لها في جسم الإنسان الحديث. ومع ذلك يُصرُّ بعض العلماء على أن للزائدة الدودية وظيفة مهمة لم نفهمها بالكامل بعد.
فما هي هذه الزائدة؟ وأين توجد؟ وهل يمكن العيش بدونها؟
أين تقع الزائدة الدودية؟
تقع الزائدة الدودية في الجزء السفلي الأيمن من البطن، حيث تتصل بالأمعاء الغليظة عند نقطة التقاءها بالأمعاء الدقيقة، وتُعرف هذه المنطقة باسم الأعور. يبلغ طولها حوالي 10 سنتيمترات، وتبدو كأنها أنبوب صغير غير منتظم الشكل.
ما وظيفة هذه الزائدة؟
على الرغم من أن الدور الدقيق للزائدة الدودية لا يزال غير واضح تماماً، إلا أن بعض الفرضيات العلميّة تقترح أنها تلعب دوراً في دعم صحة الجهاز الهضمي. ومن أهم هذه الفرضيات:
1. مستودع للبكتيريا النافعة:
يرى بعض العلماء أن الزائدة الدودية تعمل كمخزن للبكتيريا المفيدة والتي تساعد على استعادة التوازن البكتيري في الأمعاء بعد الإصابة بأمراض كالإسهال أو الكوليرا.
٢. دور في نمو الجنين:
أثناء التطور الجنيني تحتوي الزائدة الدودية على خلايا صمّاء، تفرز هذه الخلايا هرمونات تلعب دوراً مهماً في المراحل المبكرة من النمو.
أعراض التهاب الزائدة الدودية
يُعد التهاب الزائدة الدودية حالة طبية طارئة تتطلب التدخل السريع. ولعلّ أبرز أعراضها يتمثل في:
• ألم شديد في أسفل البطن على الطرف الأيمن، ويزداد الألم عند الحركة أو السعال.
• الغثيان والتقيؤ وخاصة بعد بدء الألم.
• فقدان الشهية وعدم الرغبة في تناول الطعام.
• ارتفاع طفيف في درجة الحرارة قد يتفاقم مع تقدم الالتهاب.
• الإمساك أو الإسهال مصحوباً بعدم القدرة على إخراج الغازات.
(في حال ظهور هذه الأعراض بشكل واضح فمن الضروري التوجه إلى المستشفى فوراً، حيث قد يؤدي التأخير إلى مضاعفات خطيرة).
هل يمكن علاج الزائدة في المنزل؟
لا يمكن علاج التهاب الزائدة الدودية في المنزل، فعلاجها يتطلب تدخلًا طبيّاً عاجلًا. وقد تؤدي محاولات العلاج المنزلي كاستخدام المسكِّنات أو الكمّادات إلى تأخير التشخيص وتفاقم الحالة.
العلاج الوحيد الفعّال في حالة إلتهابها هو الجراحة لإزالتها قبل أن تنفجر. وفي بعض الحالات النادرة قد يصف الأطباء المضادات الحيوية كخيار مؤقت لكن ذلك لن يُغني عن التدخل الجراحي في معظم الحالات.
ماذا يحدث إن انفجرت الزائدة الدودية؟ وهل تسبب الموت؟
إهمال التهاب الزائدة الدودية قد يؤدي إلى انفجارها، وهو ما يُعرف طبياً بـ تمزق الزائدة الدودية. وفي هذه الحالة تنتشر البكتيريا والمواد السامة داخل تجويف البطن مما يؤدي إلى:
• التهاب الصفَاق (وهو عدوى شديدة في الغشاء المحيط بالأعضاء الداخلية).
• تسمم الدم: وهو حالة خطيرة قد تؤدي إلى فشل الأعضاء والموت إذا لم يتم علاجها بشكل فوري.
• خراجات داخل البطن تتطلب تصريفاً طبياً وعلاجاً مكثفاً بالمضادات الحيوية.
هل يمكن العيش بدون الزائدة الدودية؟
بلى، يمكن للإنسان العيش بدون الزائدة الدودية ودون أي تأثير سلبي ملحوظ. وحتى أن استئصالها يصبح ضرورياً في حالات التهاب الزائدة الدودية الحاد، والذي قد يؤدي إلى انفجارها وانتشار العدوى في تجويف البطن، مما يشكل خطراً على حياة المصاب.
وبالنسبة لعملية استئصال الزائدة الدودية فعي عملية جراحية شائعة وناجحة، حيث يُجري الأطباء هذه الجراحة بشكل روتيني عندما يُشخص المريض بالتهاب الزائدة الدودية.
حقائق مثيرة عن الزائدة الدودية
1. الزائدة الدودية عند الكوالا:
يمتلك الكوالا عضواً مشابهاً للزائدة الدودية يُسمى الأعور، والذي يصل طوله إلى مترين! يساعده هذا العضو في هضم أوراق الأوكالبتوس القاسية التي تشكل غذاءه الرئيسي.
2. أطول زائدة دودية بشرية:
سُجلت أطول زائدة دودية بشرية في موسوعة غينيس في كرواتيا عام 2006م. حيث بلغ طولها 26 سنتيمتراً، وتم اكتشافها بعد وفاة المريض البالغ من العمر 72 عاماً.
3. أول توثيق لالتهاب الزائدة الدودية:
يعود أقدم سجل معروف لالتهاب الزائدة الدودية إلى عام 30 بعد الميلاد، حيث قام الطبيب الإغريقي أريتيوس الكبادوكي بوصف خراج ناتج عن الزائدة الدودية، رغم أنه لم يكن يدرك طبيعة هذا العضو حينها.