أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

مضغ الخشب يُنشّط الدماغ ويعزز الذاكرة!

كم من مرة في الطفولة وبَّخك أحد والديك بسبب مضغك لأقلام الرصاص الخشبية في المدرسة؟ حسناً.. لابد أن معظمنا قام بمضغ قلمه، سواء كان يذاكر في منزله أو في مدرسته. وقد تفسّر بعض الدراسات القديمة هذه العادة بسبب التوتر. إلا أن نتائج دراسة جديدة تقول أنّ مضغ الخشب قد يساهم في تحسين وظائف الدماغ.

رجل يضع قلم رصاص في فمه

ففي تجربة مبتكرة نشرتها مجلة "Frontiers in Systems Neuroscience". قام باحثون من جامعة دايغو في كوريا الجنوبية بتقييم تأثير مضغ المواد الصلبة على مستويات مضادات الأكسدة في الدماغ. فوُضِع المشاركون في مجموعتين؛ حيث جرّبت مجموعة مضغ العلكة بينما جرّبت المجموعة الأخرى مضغ الخشب. فماذا حدث؟ وماهي نتائج هذه الدراسة؟


 نتيجة تجربة مضغ الخشب

أجرى الباحثون تجربة دقيقة باستخدام 52 طالباً. قسّموهم إلى مجموعتين؛ حيث قضى 27 مشاركاً خمس دقائق في مضغ العلكة. بينما طلبوا من بقية المشاركين مضغ أعواد طبية خشبية. واستخدم الفريق تقنيات التصوير بالرنين المغناطيسي لقياس مستويات الغلوتاثيون. والغلوتاثيون يُعتبر أحد أهم مضادات الأكسدة في الجسم. يتكون من ثلاثة أحماض أمينية: الجلوتامين والجليسين والسيستين. يعمل على حماية الخلايا من التلف كما يساهم في العديد من العمليات الحيوية.

أظهرت النتائج زيادة ملحوظة للغلوتاثيون بعد التجربة، خاصةً بين من مضغوا الخشب. علاوةً على أنّ الزيادة في هذه المادة أدت إلى تحسن أداء المشاركين في اختبارات الذاكرة بعد مضغ الخشب.


آلية تأثير مضغ المواد الصلبة على الدماغ

يفسّر الباحثون أن النشاط العضلي الناتج عن مضغ المواد الصلبة يحفّز تدفق الدم إلى مناطق معيّنة في الدماغ. وبالتالي ترتفع مستويات مضادات الأكسدة التي تقي الخلايا العصبية من التلف. كما أن هذا النشاط يعزّز استجابة الأنسجة للتوتر التأكسدي. إضافة إلى أن الزيادة في الغلوتاثيون تعمل على حماية الخلايا وتساعد في تحسين وظائف الإدراك. فعلى سبيل المثال أظهر الاختبار أن المشاركين الذين جربوا مضغ الأعواد الخشبية قدموا أداءً أفضل في اختبارات الذاكرة مقارنةً بمن مضغوا العلكة.


التحديات والآفاق المستقبلية لهذه الدراسة

لا تزال الآليات الدقيقة لزيادة مستويات الغلوتاثيون بحاجة إلى مزيد من البحث. فالدراسة اختبرت فقط مادتين لمدة خمس دقائق، لذا يجب توسيع نطاق البحث ليشمل مواد وأوقات مضغ مختلفة. بالإضافة إلى ذلك ستساعد التجارب المستقبلية على تأكيد النتائج وتحسين فهم العلاقة بين النشاط الفموي والوظائف المعرفية.

في الختام.. قد لا تكون هذه النتائج وحدها دليلاً كافياً لنوصي بمضغ الخشب من أجل تحسين الذاكرة، ولكنها تقدم تلميحاً مُقنعاً. وسوف يكون من الجيد أن يكون لمضغ الأخشاب هذا التأثير. فنظراً للتحدي المتمثّل في إدارة مستويات الغلوتاثيون في الدماغ. قدّم هذا البحث دليلاً واعداً على أن مضغ الخشب ليس مجرد عادة بسيطة، بل قد يكون له تأثير إيجابي على الذاكرة والأداء الإدراكي. وبالتالي يُمكننا اعتبار هذا الاكتشاف خطوة أولى نحو ابتكارات طبيعية أوسع في مجال تعزيز وظائف الدماغ.

AYA BRIMO
AYA BRIMO