أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

دراسة جديدة: المريخ القديم كان بارداً ورطباً، وهذا هو السبب الحقيقي وراء لونه الأحمر

لطالما اعتقد العلماء أن المريخ القديم كان رطباً، لكن دراسة جديدة كشفت أنه لم يكن كذلك فحسب بل كان بارداً ورطباً في آنٍ واحد، وكشفت عن نظرية جديدة تفسر لونه الأحمر.

صورة للمريخ القديم

فعلى ما يبدو المياه السائلة الوفيرة التي غطت سطح الكوكب الأحمر لعبت دوراً مهماً في تشكيل تضاريسه. وساهمت في نشوء شواطئ مشابهة لشواطئنا على الأرض.


أولاً لماذا نطلق على المريخ اسم الكوكب الأحمر؟

لطالما تساءل العلماء عن السبب وراء اللون الأحمر المميز للمريخ؛ وهو ما يعتقد الكثيرون أنه ناتج عن الصدأ أي أكاسيد الحديد. ولكن هنالك أنواع عديدة من الصدأ على الأرض وكل منها يتشكل في ظروف بيئية معينة

كشفت دراسة حديثة نشرتها Nature Communications أن المسؤول عن اللون الأحمر للمريخ قد يكون معدن الفيريهيدريت (Ferrihydrite)، وهو أكسيد حديدي يحتوي على الماء، وليس الهيماتيت كما كنا نعتقد سابقاً.


الهيماتيت ليس السبب الحقيقي لاحمرار المريخ

في السابق ظن العلماء أن المريخ حصل على لونه الأحمر من الهيماتيت، وهو شكل من أكاسيد الحديد الذي لا يحتوي على الماء. مما يعني أنه تشكّل بعد اختفاء المياه السطحية السائلة من الكوكب. لكن المشكلة كانت أن طريقة امتصاصه وانعكاسه للضوء لا تتطابق تماماً مع طبيعة الغبار المريخي؛ وهذا ما دفع الباحثين إلى إعادة النظر في هذه الفرضية.


 كيف اكتشف العلماء مصدر اللون الأحمر؟

قام فريق البحث بمقارنة الأطوال الموجية للضوء التي تمتصها وتعكسها عينات معدنية في المختبر مع القياسات التي حصلت عليها المركبات الفضائية التي تدور حول المريخ وحتى الموجودة على سطحه.

فأظهرت النتائج أن خليطاً مكوناً من جزء واحد من الفيريهيدريت إلى جزأين من البازلت (وهو صخر بركاني) يتطابق بشكل كبير مع اللون المميز لسطح المريخ.


 ماذا يخبرنا ذلك عن مناخ المريخ القديم؟

يقول الباحثون إن الظروف الباردة والرطبة كانت ضرورية لتكوين الفيريهيدريت على سطح المريخ. فعلى الأرض هذا المعدن غير مستقر نسبياً ويتحول تدريجياً إلى أشكال أكثر استقراراً من أكاسيد الحديد كالهيماتيت. ولكن في بيئة باردة وحمضية مثل تلك التي ربما كانت سائدة على المريخ، يمكن أن تظل هذه المادة مستقرة لفترة طويلة، إلى أن تختفي المياه السطحية تماماً.

وتجمع هذه الدراسة بين أدلة متعددة تشير إلى أن المريخ القديم كان يملك كميات وفيرة من المياه السائلة في الماضي، وربما كانت تلك المياه تشكل بحاراً ومحيطات في مناخ بارد جداً يشبه مناخ شواطئ المحيط المتجمد الشمالي على الأرض.

هذه الدراسة تعيد تشكيل فهمنا لمناخ المريخ القديم، وتفتح الباب لمزيد من الأبحاث حول إمكانية دعم الحياة على هذا الكوكب في الماضي البعيد.


AYA BRIMO
AYA BRIMO