أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

نظرية جديدة تقترح سبباً واحداً لـ مرض ألزهايمر قد يمكننا من السيطرة عليه!

هل يمكن أن يكون هناك سبب واحد وراء مرض ألزهايمر بكل تعقيداته؟! دراسة حديثة تقترح نموذجاً جديداً قد يسرّع فهم هذا المرض الغامض ويقود إلى علاجه عبر تقديم تفسير موحد لجميع مظاهره.

مجسمات بلاستيكية لدماغ وخلية عصبية

دراسة جديدة نشرتها مجلة جمعية ألزهايمر بتاريخ 6 فبراير 2025م، تقترح سبب وحيد لتفسير مرض ألزهايمر. ومرض ألزهايمر هو اضطراب دماغي تدريجي يؤدي إلى تدهور الذاكرة والقدرات العقلية والاجتماعية. فما هو هذا السبب؟ وكيف توصلوا إليه؟ هذا ما سنشرحه تالياً.


الإجهاد الخلوي.. الجاني الرئيسي المسبب للمرض

يقترح باحثون من جامعة أريزونا أن الحُبيبات الإجهادية -وهي تجمعات من البروتينات والحمض النووي الريبي (RNA) تتشكل حول الخلايا في ظل ظروف إجهادية بسبب عوامل وراثية وبيئية- قد تكون المحرّك الأساسي لمرض ألزهايمر.

وقد راجعوا بيانات من قواعد صحيّة متعددة ودراسات سابقة لا سيما دراسة عام 2022م حول تطوّر المرض. وذلك لرصد التغيّرات واسعة النطاق في التعبير الجيني الذي يصاحبه.

من المعلوم أن مرض ألزهايمر يؤدي إلى تغييرات جذرية في وقت مبكر من مساره. حيث يعيد برمجة المسارات البيولوجية لزيادة الإجهاد الخلوي وعرقلة الاتصالات بين الخلايا العصبية، وإحداث اضطرابات في البروتينات؛ مثل تكتلات الأميلويد-بيتا. لكن ما لم يكن واضحاً هو ما الذي يؤدي إلى هذا التحوّل الكارثي في السلوك الجيني؟

هنا يأتي دور الحُبيبات الإجهادية التي يُعتقد أنها تلعب دوراً وقائياً في الظروف الطبيعية؛ إذ تساعد الخلايا على استعادة التوازن. ولكن في مرض ألزهايمر يبدو أن هذه الحُبيبات تستمر في العمل لفترة أطول من اللازم مما يعيق عمليات خلوية حيوية. أبرزها النقل النووي السيتوبلازمي وهو العملية التي يتم فيها نقل الجزيئات بين نواة الخلية والسيتوبلازما الخاصة بها.


نموذج جديد لفهم مرض ألزهايمر

يقول عالم الأعصاب بول كولمان وهو أحد المشاركين في الدراسة:  "نموذجنا المقترح الذي يركز على انهيار الاتصال بين النواة والسيتوبلازما يوفّر إطاراً منطقياً لفهم الآليات التي تقود هذا المرض المعقّد".

حيث يفسر هذا النموذج كيف أن تعطّل نقل الجزيئات داخل الخلايا يؤدي إلى اضطراب في التعبير الجيني، والذي بدوره يتسبب في ظهور جميع أعراض مرض ألزهايمر بما في ذلك الالتهابات العصبية وتراكم تشابكات بروتين تاو.

وبمعنى آخر قد يكون هناك مصدر واحد لكل مظاهر المرض. ورغم أنه لا يوجد دليل قاطع حتى الآن فإن الباحثين وجدوا أن هذه الفرضية تتوافق مع الأدلة المتاحة.  


هل يمكن إيقاف المرض قبل أن يبدأ؟  

تكمن أهميّة هذه الدراسة في أنها تشير إلى أن الإجهاد الخلوي يحدث قبل ظهور أي أعراض واضحة لمرض ألزهايمر، ما يمنح العلماء فرصة لإمكانية منع المرض في مراحله الأولى. فإذا تمكّن الباحثون من إيجاد طرق لمنع هذه الحُبيبات الإجهادية من البقاء لفترة طويلة؛ فقد يكون بالإمكان منع معظم الأعراض من الظهور أصلاً.

ومن المثير للاهتمام أن عوامل بيئية مثل تلوث الهواء أو طفرات جينية قد تكون من بين الأسباب التي تؤدي إلى استمرار الحُبيبات الإجهادية لفترات طويلة. لذا ستسعى الدراسات المستقبلية إلى فهم آلية تشكّل هذه الحُبيبات وكيفيّة تقليل تأثيرها الضار.

وقد صرّح العالم كولمان عن أهمية الدراسة قائلاً: "تساهم دراستنا في النقاش المستمر حول متى يبدأ مرض ألزهايمر فعلياً، وهو مفهوم يتطور مع تقدم التكنولوجيا والأبحاث".

ويضيف: "السؤالان الرئيسيان الآن هما: متى يُمكن اكتشاف المرض لأول مرة؟ ومتى يجب التدخل لوقفه؟ كلاهما يحمل آثاراً عميقة على المجتمع والطب المستقبلي".

في الحقيقة هذه الدراسة تمثّل خطوة ثوريّة نحو فهم مرض ألزهايمر بطريقة مختلفة تماماً. حيث تطرح الفرضية أن جميع الأعراض قد تكون نتيجة عامل واحد يمكن التحكم فيه. وإذا صحّت هذه الفرضية؛ فقد يكون العالم على أعتاب علاج أكثر فاعلية لهذا المرض المدمر. 

AYA BRIMO
AYA BRIMO