على مستوى أقربائنا وأصدقائنا غالباً ما يكون بينهم شخص دائماً مريض. وعندما تسأل عن مرضه يكون الجواب أنه مصاب بإلتهاب اللوزتين!
في عالم الطب الحديث تُطرح أسئلة كثيرة حول سبب التهاب اللوزتين وضرورة الاحتفاظ بهما. لذا سنتناول هذا الموضوع بتفصيل يتيح للقارئ فهم أسباب إلتهاب وإزالة اللوزتين. وسنتحدث عن فوائدها والتحديات المرتبطة بها.
ما هما اللوزتان؟
تُعدُّ اللوزتين جزءاً من الجهاز المناعي. إذ تعملان كخط دفاع أول ضد الجراثيم والفيروسات التي تدخل الجسم عن طريق الفم أو الأنف. وتساعدان في إنتاج الأجسام المضادة التي تهاجم البكتيريا وتحمي الجسم من العدوى.
تقعان على الجزء الخلفي من الحلق على الجانبين، بين الحنك الرخو واللسان، واحدة على كل جانب. وتتكونان من نسيج ليمفاوي يحتوي على خلايا ليمفاوية وأنسجة أخرى تعمل على تصفية الجراثيم والفيروسات.
يلجأ الكثير إلى إجراء عملية إزالة اللوزتين في مرحلة الطفولة غالباً؛ بسبب تكرار التهابات الحلق ومشاكل في التنفس. وبسبب كون العملية الجراحية آمنة بشكل عام، حيث يستطيع المرضى العودة إلى منازلهم بعد ساعات قليلة من انتهاء الإجراء الجراحي.
ويُظهر التاريخ الطبي أن عملية إزالة اللوزتين أدت إلى تحسين نوعية حياة العديد من الأطفال، رغم أن هذا القرار يستوجب تفكيراً دقيقاً نظراً لأهميتها في الدفاع عن الجسم.
كيف تتم عملية إزالة اللوزتين؟
عملية إزالة اللوزتين إجراء جراحي بسيط يُجرى عادةً للأطفال. فيقوم الجراح بإزالة أنسجة اللوزتين من منطقة الحلق.
تتم هذه العملية باستخدام تقنيات متطورة تقلل من المخاطر وتسرع فترة النقاهة.
يقوم الجراح بفتح الفم باستخدام أداة خاصة تُعرف بـ "المنظار الفموي" لتمكين الوصول إلى اللوزتين بسهولة. ويستخدم أدوات جراحية مثل المِشْرَط أو جهاز إلكتروني يُعرف بـ "الكاوي" لقطع واستئصال اللوزتين. وبعد إزالتهما يقوم الجراح بإيقاف النزيف باستخدام تقنيات كالكي أو الخياطة.
فوائد وإيجابيات العملية
هناك العديد من الفوائد المرتبطة بإجراء عملية إزالة اللوزتين خاصةً لدى الأطفال. ففي كثير من الأحيان يصاب الأطفال بالتهابات متكررة تؤدي إلى ضعف جهاز المناعة، مما يجعلهم عرضة لأمراض الحلق والتهابات الجهاز التنفسي بشكل متكرر.
علاوة على أن الإزالة تسهم في تحسين جودة النوم والتنفس لمن يعانون من اضطرابات النوم المرتبطة بتضخم اللوزتين.
ويلاحظ المريض نتائج إيجابية بعد الجراحة؛ إذ يشعر بتحسن ملحوظ خلال أيام قليلة فقط. وينصح خلال فترة التعافي بتناول أطعمة باردة كالمثلجات والعصير البارد، لأنها تساعد في تخفيف الألم.
ومن جهة أخرى يجب ألا يغفل عن تناول الأطعمة الصلبة كالخبز المحمص والحبوب، لأنها تساهم في تسريع عملية الشفاء وتعزز من قوة عضلات الحلق.
التحديات والآثار بعد العملية
تواجه عملية إزالة اللوزتين بعض التحديات التي تختلف بين الأطفال والبالغين. ففي حالة الأطفال تكون فترة النقاهة قصيرة نسبياً؛ إذ يبدأ الطفل بالشعور بالتحسن خلال أيام قليلة بعد العملية. ومع ذلك قد يشعر ببعض الألم في الأيام الأولى، وهو أمر متوقع في مثل هذه الإجراءات الجراحية.
أما بالنسبة للبالغين فقد تمتد فترة التعافي إلى أسبوعين تقريباً، وتكون الآلام في بدايتها أكثر حدة. ومن ثمّ تتراجع شدة الألم تدريجياً مع مرور الأيام. لذا يُنصح البالغون بتوخي الحذر والراحة التامة بعد العملية. ويتوجب عليهم الالتزام بتعليمات الطبيب بدقة لتفادي أي مضاعفات. حيث يُعدّ التخطيط الجيد والرعاية الشخصية بعد الجراحة من العوامل المهمة لضمان تعافي سريع وسلس.
دور اللوزتين في الجهاز المناعي
على الرغم من أن استئصال اللوزتين أصبح إجراءً شائعاً، إلا أن هذه الأنسجة اللمفاوية تلعب دوراً مهماً في حماية الجسم من الأمراض. فتعمل كما ذكرنا سابقاً كخط دفاع أولي ضد مسببات العدوى؛ فتلتقط وتُحارب الفيروسات والبكتيريا التي تدخل الجسم عبر الجهاز التنفسي. ولكن غيابها لن يشكل فارقاً قوياً لأن الجهاز المناعي يحتوي على مكونات أخرى قوية تعوّض فقدانها. فيستطيع الجسم الاستمرار في مقاومة الأمراض حتى بعد إزالة اللوزتين.
ومن ناحية أخرى يعتبر الحفاظ على اللوزتين مفيداً في بعض الحالات النادرة، إلا أن التجارب والدراسات أثبتت أن معظم الأشخاص يعيشون حياة صحية دونها.
في النهاية تظل الصحة هي الأولوية القصوى، ويجب أن يكون قرار استئصال اللوزتين مبني على معرفة دقيقة بالمخاطر والفوائد. فإذا أصبحت مشاكلهما المرتبطة بالالتهاب أكبر بكثير من فوائدهما يصبح قرار الإزالة أمراً ضرورياً لتفادي حالات المرض المتكرر بسببهما.