أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

تعرّف على أبرز أسباب ملوحة البحر وكيفية تشكل البحار والمحيطات

يرتبط الحديث عن ملوحة البحر بمعرفة كيفية تشكّل البحار بشكل عام، والظروف التي أدّت إلى ظهور الشكل الحالي للأرض، فقبل حوالي مئة عام، كان الناس يعتقدون أن اليابسة ثابتة. كما أن الشمس تدور حول الأرض. حتى ظهر العالم الألماني ألفريد فيجنر الذي شرح في مطلع القرن العشرين طريقة تكوّن البحار والمحيطات. وأثبت الحركة المستمرة للقارات، التي تكوّن سطح اليابسة على كوكب الأرض بنظرية الانجراف القاري.

سبب ملوحة البحر


ما هي نظرية الإنجراف القاري

شرح فيجنر نظريته في عام 1910. موضحاً فيها أنّ جميع قارات الأرض كانت جزءاً من كتلة واحدة كبيرة من اليابسة أطلق عليها اسم بانجيا. وانجرفت أجزاء منها لتبتعد وتشكّل قارات مختلفة فيما بعد.
أثبت فيجنر هذه النظرية بعد عدة أبحاث أجراها على الحيوانات والنباتات والصخور كما يلي:

  • أحافير الحيوانات والنباتات متشابهة في أماكن مختلفة. حيث درس فيجنر أحافير أحد الزواحف القديمة ولاحظ وجودها في جنوب قارتي إفريقيا وأمريكا الجنوبية. علماً أن هذا الزاحف يعيش في المياه العذبة فقط. ولا يستطيع السباحة لآلاف الكيلومترات وقطع مسافة كبيرة كالمحيط الأطلسي.
  • تشابه سواحل أمريكا الجنوبية وإفريقيا حيث تتطابقان مثل قطعتي Puzzle.
  • تشابه في التراكيب الصخرية. فوجود مناجم الفحم في أمريكا وأوروبا في مناطق تفتقر إلى الظروف المناخية اللازمة حالياً لنشوء هذه المناجم، يعدّ دليلاً أنها انتقلت من أماكن أخرى.

ومن أبرز النظريات الأخرى لتشكّل البحار أيضاً، نظرية انسلاخ القمر التي تنسب إلى العالم تشارلز داروين. والذي اعتقد أن القمر كان جزءاً من الأرض وانسلخ عنها مخلفاً وراءه المحيط الهادئ. وظل القمر يبتعد عن الأرض منذ حوالي 4 مليارات سنة وحتى يومنا هذا. وقال أن الأرض تتباطأ في دورانها بسبب حركة المد والجزر التي ربطها بجاذبية القمر أيضاً.


كيف تشكلت المحياطات والبحار

يعتقد العلماء أن مياه المحيطات والبحار كانت عذبة قبل حوالي 3.8 مليار سنة. وكما هو معروف فإن قشرة الأرض في بداية تشكلها كانت مرتفعة الحرارة إلى حدٍ كبير، وعندما كانت القشرة الأرضية تبرد وتتفاعل مع الغازات المتطايرة من باطن الأرض، بدأ بخار الماء الموجود في الغلاف الجوي في التكاثف وبدأت تجمعات المياه بالظهور بعد أن وصلت درجة حرارة القشرة الأرضية إلى ما دون حرارة الغليان.


ما هو سر ملوحة البحر

إذا كانت مياه البحار ناتجة عن تكثف بخار الماء فمن المنطقي أن تكون عذبة، إذاً كيف أصبحت شديدة الملوحة لدرجة أن الملح المتواجد في البحار يكفي لتغطية سطح اليابسة بالكامل بطبقة يصل ارتفاعها إلى حوالي 40 طابقاً؟!

في الحقيقة يعود ذلك إلى عدة أسباب، أبرزها على الشكل التالي:

الصخور الغنية بالأملاح

يمكن القول أن الصخور هي المصدر الرئيسي للملح المعروف (كلور الصوديوم). ومع جريان الماء في الأنهار والجداول واحتكاكه بالصخور المتواجدة في طريقه، فإنها تتفاعل وتنحل أجزاء منها في الماء الذي يحملها بطريقه حتى يصل غالباً ليصبّ في أحد البحار.

الإنفجارات البركانية

تنطلق آلاف الأطنان من الأملاح في أعماق البحار نتيجة الانفجارات البركانية والتي تطلق المعادن مباشرةً تحت سطح الماء، وهي مشابهة لتلك البراكين التي تحدث في اليابسة ولكنها تبرد بشكل أسرع ليعطيها ذلك القدرة على النمو وتشكيل الجزر.

مياه الأمطار

يتحول الماء على كوكبنا من شكل إلى آخر بفضل الطاقة الشمسية والتغيرات الحرارية، فتتبخر المياه إلى الغلاف الجوي ومن ثم تسقط على شكل أمطار لتعود إلى الأرض، ولكن يرى الباحثون حسب موقع Cosmos Magazine أنّ هذا المطر ليس نقياً كما نعتقد، لأن بخار الماء يمتص كميات كبيرة من ثنائي أوكسيد الكربون الموجود في الجو، ليشكّل مع الماء حمض الكربونيك (H2CO3) والذي يسبب تآكلاً في الصخور التي يسقط عليها، فتنحل أيضاً وتتفتت ويمكن أن تنتقل بسبب عوامل أخرى لتصل إلى المياه الجارية ومنها تصب في البحار.


لماذا مياه البحر مالحة والأنهار عذبة

يقدّر تركيز الملح في البحار بـ 35 غرام في الليتر الواحد، أما مياه الأنهار فتحتوي على حوالي 0.5 غرام فقط كل ليتر. فلماذا تعدّ الأنهار عذبة رغم أنها أحد مصادر ملوحة البحر؟
في الحقيقة، تبقى الأنهار عذبة لأن المياه تتدفق وتتجدد بشكل دائم ولا تسمح للملح بالتراكم كما حدث في البحار التي يصل إليها الماء عبر ملايين المصادر خلال مليارات السنين، وتقدّر كميات الملح الواصلة إلى البحار عبر الأنهار في الولايات المتحدة وحدها بـ 225 مليون طن، في حين تنقل الأنهار في جميع أنحاء العالم نحو 4 مليارات طن من الأملاح المنحلة في الماء سنوياً.


ما هي نسبة الملوحة في البحار

تختلف نسبة الملوحة في البحار من مكان لآخر تبعاً لاختلاف الظروف المناخية ومعدل درجات الحرارة واختلاف كميات المياه التي تصب فيها من بحر لآخر. ففي المناطق القريبة من القطبين مثلاً، نلاحظ انخفاض نسبة الأملاح بسبب ذوبان الجليد المتشكل في هذه المناطق. أما في مناطق أخرى كالبحر الأحمر نلاحظ ارتفاع نسب الأملاح بسبب انخفاض معدلات هطول الأمطار وارتفاع نسبة التبخر فيه. ويعتبر البحر الميت أكثر البحار ملوحةً لدرجة عدم قدرة الكائنات البحرية على العيش في مياهه كونه بحر معزول فتبقى فيه نسب عالية جداً من الأملاح.
وبشكل عام تتراوح نسبة الملح في أغلب مياه البحار بين 3.1% و 3.8%.


الفائدة من ملوحة البحر

تأتي أهمية الأملاح في مياه البحر من كونها تعمل على مكافحة عدة أنواع من البكتيريا والعفن الذي يجد ظروفاً ملائمة للنمو في بيئة تتنوع فيها الكائنات الحية تحت أعماق كبيرة لا تصل إليها أشعة الشمس. كما يدخل الملح في كثير من الصناعات الكيميائية والعلاجية وفي إعداد الطعام ولا يمكن الاستغناء عنه بجميع الأحوال.


هل ملوحة البحر ثابتة أم متزايدة

بناءً على معرفة أنّ مياه البحار كانت عذبة في بداية تشكلها ثم أصبحت مالحة بمرور السنوات. قد يعتقد البعض أن نسبة الأملاح في تزايد مستمر. ولكن في الحقيقة، قد وصلت مياه المحيطات والبحار إلى نقطة متوازنة. وذلك بسبب استهلاك الحيوانات البحرية وكذلك الطحالب والنباتات في قاع البحار للأملاح. حيث تستهلكه الكائنات الحية لتنظيم كمية السوائل في خلاياها وله دور أيضاً في تنظيم عمل الخلايا العصبية.