لابد أنك لاحظت أثناء تجولك في الشوارع العامة رمزاً موجوداً على سلة المهملات لثلاث أسهم تدور حول نفسها مشكلةً مثلثاً، فهل سألت نفسك ما هو هذا الرمز؟ في الواقع إنه يرمز لفكرة إعادة التدوير.. ولكن مهلاً!! هل إعادة تدوير النفايات لها أهمية فعلية في حياتنا على هذا الكوكب أم أنها مجرد عملية فرز للمهملات من أجل النظافة والترتيب؟!
لنجيب على ذلك، سنتعرف في هذا المقال على فوائد وسلبيات تدوير المخلفات، مع التطرق إلى إحصائيات وأرقام ستدهشك حتماً في ختام هذا المقال.
ما هي إعادة التدوير وما فوائدها؟
يقصد بمصطلح إعادة التدوير تجميع المخلفات من مواد مختلفة كالورق والبلاستيك والزجاج إضافة إلى المعادن، وفرز كل نوع على حدى. وذلك من أجل إعادة تشكيلها وتصنيعها لتتحول إلى مواد خام ويصار إلى استخدامها مجدداً في مختلف المجالات الصناعية. لكن بالتأكيد تكون بعد عملية التدوير ذات جودة أقل من المواد الخام الأولية.
هذه العملية تمتلك فوائد عديدة، لعل أهمها يتمثل في تخفيف كمية النفايات المتكدسة في المكبّات. علاوة على ذلك، تساهم بشكل كبير في الحد من التلوث البيئي وبالتالي تساعد في الحفاظ على البيئة. وأيضاً تُسهم إعادة التدوير في تأمين فرص العمل ضمن المصانع التي تحتاج إلى أيدي عاملة ليست بالقليلة لتنفيذها.
هل لإعادة التدوير سلبيات أيضاً؟
على كل حال، إن لكل صناعة فوائد وسلبيات، وأبرز سلبيات عملية إعادة التصنيع يتمثل في الجهد الكبير المطلوب لفرز المهملات. ففي بداية ظهور هذا المصطلح أغلب الأحيان كان يتم فرز المهملات يدوياً مما يسبب خسارة كبيرة في الوقت والجهد. لكن ذلك لا يعد عائقاً اليوم بعد دخول الذكاء الاصطناعي على الخط في هذا العمل، وبات عمل فرز المهملات بالاستعانة به عملية بسيطة.
إحصائيات وأرقام مدهشة
ينتج العالم حوالي 400 مليون طن من النفايات البلاستيكية سنوياً، 40 مليون طن منها في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. وفقط 5% منها تمت إعادة تدويره.
والأكثر إثارة من ذلك أنه في كل ساعة يتم رمي 2.5 مليون عبوة بلاستيكية في الولايات المتحدة!
كما أنه يوجد ما بين 75 إلى 199 مليون طن من البلاستيك في قاع المحيطات حالياً.
ولعلّ الأكثر سوءاً من كل ما سبق، أن العبوة البلاستيكية الواحدة ذات الحجم المتوسط تحتاج إلى 450 سنة لتتحلل!
الأرقام السابقة لا تعبر سوى عن القليل، إذ أن كوكبنا في خطر حقيقي لن ينقذه من هذه المخاطر سوى التوعية البيئية المناسبة ونشر ثقافة إعادة التدوير بين الأجيال الجديدة القادمة.