نعم صديقي العنوان الذي قرأته صحيح؛ قشر البرتقال ينجح في تحويل البطارية المستعملة إلى جديدة!
أعلنت مؤخراً جامعة نانيانج للتكنولوجيا في سنغافورة تمكن قشر البرتقال من المساعدة في تحويل بطاريات الليثيوم أيون التالفة إلى جديدة!
بدايةً لنفهم كيف تتم إعادة تدوير البطاريات؟
في كل عام ينتج البشر حوالي 1.3 مليار طن من النفايات الغذائية و50 مليون طن من النفايات الإلكترونية في جميع أنحاء العالم. نفايات الأجهزة الإلكترونية تحتوي عادةً على كمية كبيرة من المعادن الثمينة التي يمكن إعادة تدويرها واستخدامها.
من المعروف أن بطاريات الليثيوم المستعملة عند التخلص منها ينتهي بها المطاف إلى أن تخضع لعملية صهر.
حيث تتضمن عملية إعادة تدويرها أولاً تقطيع وسحق البطاريات المستعملة لتشكيل مادة مسحوقة تسمى الكتلة السوداء. ومن ثم تبدأ عمليات الصهر بدرجات حرارة عالية تصل إلى أكثر من 500 درجة مئوية. وذلك بهدف استخراج المعادن كـ ( الليثيوم، الكوبالت، النيكل، المنغنيز...إلخ) ليصار إلى إعادة استخدامها في تصنيع بطاريات جديدة.
عملية الصهر هذه ينتج عنها غازات سامة وخطيرة بسبب مزج محاليل حمضية مع بيروكسيد الهيدروجين. لذا قرر العلماء البحث عن طرق بديلة يستطيعون بها تجنب إنتاج هذه الغازات السامة.
تحويل قشر البرتقال إلى بطاريات
توصل الباحثون في جامعة نانيانج للتكنولوجيا إلى تحليل منطقي مفاده أن قشر البرتقال يحتوي على السيللوز. وهذا السيللوز تحت درجات حراراة مرتفعة يتحول إلى سكريات..
وإذا قمنا بخلطها مع حمض الستريك يمكن أن تعطي نفس النتيجة التي تنتج باستخدام بيروكسيد الهيدروجين كما ذكرنا سابقاً.
لم يكتفِ العلماء بالتحليل النظري؛ فطبقت الفكرة وتم تسجيل نتائج مدهشة تتلخص بإنهم استطاعوا بواسطة قشر البرتقال استخراج 90% من المعادن الموجودة بالبطاريات التالفة التي قاموا بالتجارب عليها!
وقاموا بعد ذلك بتجميع بطاريات ليثيوم أيون جديدة، والتي أظهرت سعة شحن مماثلة لتلك التجارية في الأسواق. وتجري حالياً المزيد من الأبحاث لتحسين أداء دورة الشحن والتفريغ لهذه البطاريات الجديدة المصنوعة من المواد المستخرجة بواسطة قشر البرتقال.
أحد المشاركين بالبحث الأستاذ المساعد دالتون تاي؛ قال: "إن هذه النتائج ممتازة وفعّالة للغاية مقارنة بالنتائج التي قد نحصل عليها من استخدام بيروكسيد الهيدروجين مع الحموض. علماً بأن مضادات الأكسدة الطبيعية الموجودة في قشر البرتقال، مثل الفلافونويد والأحماض الفينولية، ساهمت كذلك في عملية الاستخراج".
وقد وجد أن البقايا الصلبة الناتجة عن هذه العملية غير سامة، مما يعني أن هذه الطريقة سليمة بيئياً. وهو ما يحقق عملية إعادة تدوير آمنة وأكثر استدامة لكوكبنا.