أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

وكيل الذكاء الاصطناعي: الثورة القادمة بعد الجيل التوليدي

وجه روبوت يظهر منه مكوناته الداخلية

شهد العالم في السنوات الأخيرة تسارعاً غير مسبوق في تطور تقنيات ونماذج الذكاء الاصطناعي نقلتنا من أنظمة بسيطة تعتمد على الأوامر المباشرة إلى كيانات رقمية أكثر تعقيداً تمتلك القدرة على الاستشعار والتحليل واتخاذ القرارات بشكل مستقل. ولم يعد الذكاء الاصطناعي يقتصر على نماذج تنفيذ المهام أو توليد النصوص والأفكار بل وصل به الأمر إلى أن نرى نماذج تخطط وتتصرف وتتعلّم من البيئة المحيطة دون تدخلنا.. وبات يُعرف هذا النوع باسم وكيل الذكاء الاصطناعي.

وقد قام هذا الوكيل بنقلة نوعية في عالم الأتمتة بتحويل الذكاء الاصطناعي من مجرد أداة إلى شريك تنفيذي قادر على العمل بذكاء مستقل.

في هذا المقال سنتعمق أكثر في مفهوم الوكيل الذكي لنتعرف عليه عن قرب ونفهم طريقة تفكيره وكيفية تصرفه إضافة إلى ميزاته وما قد يشكله من مخاطر.


ما هو وكيل الذكاء الاصطناعي (Agentic AI)؟

وكيل الذكاء الاصطناعي بالإنجليزية (AI Agent)، هو نظام ذكي قادر على اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام متسلسلة بشكل مستقل بناءً على أهداف محددة ضمن بيئة تفاعلية.

حيث يعتمد هذا المفهوم على فكرة الوكيل (Agent) في علم الحوسبة والذكاء الاصطناعي وهو كيان يمتلك القدرة على:

1. الإدراك (Perceive): بحيث يستطيع جمع المعلومات من البيئة أو النظام الذي يعمل ضمنه.

2. التحليل (Reason): ليعالج البيانات ويحدد أولوياته.

3. التصرف (Act): يستطيع تنفيذ أوامر أو إجراءات لتحقيق هدف محدد من تلقاء نفسه.

4. التعلّم (Learn): يقوم بتعديل سلوكه بناءً على التغذية الراجعة لتحسين الأداء مستقبلاً.

أي أن الوكيل ليس مجرّد برنامج ينتظر الأوامر بل كيان نشط يبادر إلى الفعل بنفسه.


الفرق بين الذكاء الاصطناعي التوليدي ووكيل الذكاء الاصطناعي

التعريف يوضح الأمر جلياً.. ففي الذكاء الاصطناعي التوليدي يعتمد النظام على مدخلات خارجية محددة وينتج مخرجات بناءً على خوارزميات ثابتة. أي أنك ترسل له معطيات وأمر تنفيذي ليقوم بإعادة نتيجة هذا الأمر التنفيذي. ونستطيع تعريف الذكاء الاصطناعي التوليدي أنه نمط ذكي يركز على توليد محتوى جديد (كالنصوص أو الصور أو الأكواد أو الموسيقى ...إلخ) انطلاقاً من بيانات تدريب سابقة.

خصائصه تتمثل في أنه يعمل بناءً على طلب المستخدم المباشر عن طريق أوامر (Prompt). من ثم يقدّم مخرجات ككتابة مقال أو توليد تصميم. بحيث لا يتصرف من تلقاء نفسه ولا يمتلك هدفاً مستقلاً.

ومن أشهر أمثلته: ChatGPT, DALL·E, Copilot, Midjourney.

بالمقابل في أنظمة Agentic AI لا ينتظر الوكيل التعليمات الدقيقة بل يتصرف بمرونة. ممثلاً بذلك قفزة وظيفية في الذكاء الاصطناعي حيث لا يكتفي بالتوليد أو الإجابة بل يتخذ قرارات وينفذ إجراءات متسلسلة لتحقيق هدف محدد دون الحاجة لتدخل المستخدم في كل خطوة.

في الجدول التالي تجد الفوارق بين كل من وكلاء ونماذج الذكاء الاصطناعي:

العنصر Generative AI (الذكاء التوليدي) Agentic AI (وكيل الذكاء الاصطناعي)
الوظيفة الأساسية توليد محتوى جديد (نص، صورة، كود) اتخاذ قرارات وتنفيذ مهام لتحقيق أهداف
نمط التفاعل تفاعلي، بناءً على أمر مباشر استباقي، يعمل بمبادرة ذاتية
مستوى الاستقلالية منخفض – يعتمد على كل طلب فردي عالٍ – يتصرف ذاتياً ويخطط وينفّذ
التعلّم الذاتي محدود – ضمن سياق التدريب المسبق جوهري – عبر التغذية الراجعة والتكيّف المستمر
القدرة على تنفيذ تسلسل مهام لا – ينفذ مهمة واحدة فقط نعم – يدير سلاسل من المهام المتتابعة

ومن هذه الفوارق نعلم أن مستقبل الذكاء الاصطناعي لن يقتصر على أدوات تكتب لك محتوى إنما على أنظمة تفكر وتقرّر وتنفّذ بشكل مستقل. وهنا يأتي دور وكيل الذكاء الاصطناعي الذي يمثل تحوّلاً من أداة إلى شريك ذكي قادر على التعامل مع تحديات معقدة وتقديم حلول كاملة دون تدخّل مباشر.


مميزات وكلاء الذكاء الاصطناعي الذاتيين

روبوت يرتدي بذلة ويجلس أمام طاولة عليها حاسوب

تتميّز أنظمة الـ Agentic AI بعدّة خصائص تجعلها مفضلة في تطبيقات كثيرة تتطلب أداءً ذكياً ومستقلاً وأهم هذه الخصائص هي:

استقلالية وكيل الذكاء الاصطناعي

يستطيع الوكيل الذكي تنفيذ المهام دون تدخل بشري مباشر في كل خطوة أو حتى العودة إليه لأخذ رأيه. فمثلاً يمكنه إجراء حجوزات لدى شركة محاماة. ويستطيع إرسال تقارير دورية ينشئها على أساس مراقبة دون مساعدة. ويصل به الأمر إلى القدرة على التحكم في أنظمة تشغيل مهما كانت معقدة (معامل أو برمجيات ...إلخ)

المرونة

وكيل الذكاء الاصطناعي لا يتبع سيناريوً ثابتاً في كل مرة إنما يتكيف مع أي تغيرات تطرأ سواء في البيانات أو الأهداف أو البيئة. وذلك يعني أنه ليس بحاجة لمن يساعده في إعادة النظر في المدخلات وبما سيتخذ من قرار بها.

القدرة على التعلّم الذاتي

يتعلم الوكيل من الأخطاء والتغذية الراجعة ليُحسّن أداءه بمرور الوقت وغالباً يفعل ذلك باستخدام تقنيات التعلّم المعزز (Reinforcement Learning).

التصرف التلقائي الموجه نحو هدف

يمتلك الوكيل ما يعرف بـ goal-directed behavior لا يبدأ العمل بشكل عشوائي بل يضع في البداية خطة ويقيس مدى إمكانية تطبيقها ومن ثم يقيّم البدائل ويبدأ أخيراً بتنفيذ سلسلة من المهام وصولاً إلى النتيجة المرجوّة.


كيف يعمل الوكيل الذكي؟

لنفهم طبيعة عمل وكيل الذكاء الاصطناعي لا بد لنا من تحليل دورة حياته التشغيلية والتي تتكوّن من أربع مراحل أساسية مترابطة تمكّنه من التصرف بذكاء واستقلالية

(Perceive → Reason → Act → Learn)

 1. الإحساس بالبيئة (Perceive)

في هذه المرحلة يجمع الوكيل الذكي البيانات من البيئة المحيطة أو من مصادر رقمية مختلفة كواجهات API أو المستشعرات أو أنظمة ERP أو محتوى الإنترنت.

ويعتبر الوكيل هذه المدخلات أساسية لبناء فهم دقيق للسياق الذي سيعمل فيه سواء كان ذلك سوقاً مالياً أو جدولاً زمنياً لفريق عمل أو أي شيء آخر.

يمكننا أن نطرح المثال التالي لتبسيط هذه المرحلة: إذا كان لدينا وكيل AI متخصص في مجال حجوزات السفر فإنه في البداية يجمع بيانات الطيران والأسعار وحالة الطقس قبل اتخاذ أي إجراء حجز. طبعاً هذا مجرد مثال ويمكنه أن يفعل ما هو أكثر من ذلك حسب تقييمه لما لديه من بيانات قبل أن يبدأ إجراءات الحجز.

2. التفكير والتحليل (Reason)

بعد جمع البيانات ينتقل وكيل الذكاء الاصطناعي إلى تحليل السياق واستخلاص الأنماط مستخدماً تقنيات عديدة أهمها:

  • التعلم الآلي (Machine Learning).
  • النمذجة الإحصائية.
  • تحليل المخاطر والتكلفة.
  • التعلّم المعزز (Reinforcement Learning).

وكل ذلك يتم في المرحلة بغية اختيار أفضل خطة ممكنة للوصول إلى الهدف وليس فقط الرد على مدخلات جاهزة.

3. التصرف والتنفيذ (Act)

بناءً على نتائج التحليل يتخذ الوكيل الذكي قرارات مستقلة وينفّذ الإجراءات اللازمة باستخدام أدوات خارجية أو عبر التحكم بأنظمة متعددة.

وتشمل هذه الخطوات إرسال أوامر والتفاعل مع منصات مختلفة وتعديل الإجراءات عند الحاجة.

مثال: يستطيع وكيل AI عن طريق طلب تقرير مالي لشركة ما أن يقوم بإنشاء تقرير مالي وإرساله عبر البريد الإلكتروني إضافة إلى جدولة اجتماع لمناقشته، وكل ذلك دون أي تدخّل بشري.

4. التعلّم والتحسين الذاتي (Learn)

ما يميّز وكيل الذكاء الاصطناعي عن الأنظمة العادية هو القدرة على التعلم من التجربة. حيث يعتمد الوكيل الذكي على التغذية الراجعة (Feedback) ونتائج التنفيذ لتحسين قراراته المستقبلية سواء عبر التدريب المستمر أو عن طريق تحديث النموذج تلقائياً بينما النماذج الذكية تعتمد بالأصل على بيانات تم السماح لها بالوصول إليها بشكل مسبق.

فمثلاً لو استخدمت الوكيل لتطوير كود برمجي فإنه سيعتمد على دورة الحياة التي ذكرناها.. ففي حال كان قد نفذ أمر برمجي مشابه وواجه مشكلة ما ووجد لها حلاً فإنه في المرة هذه سيتفاداها. وفي حال واجه مشكلة برمجية فإنه يقوم بحلها ويتعلم أن يتفادى هذه المشكلة في المرات التالية. وهذا لا تقدمه النماذج التوليدية التي تعتمد بالأصل على إعادة توليد بيانات من بيانات قامت بالوصول إليها مسبقاً.

وكل تكرار لدورة Perceive → Reason → Act → Learn يحسّن أداءه مما يجعله أكثر كفاءة ودقة بمرور الوقت.

وتعد هذه الدورة أساسية لأنها تتيح للوكيل أن يعمل بشكل مستقل دون الرجوع للمستخدم عند كل قرار، وتكيّفي مع تغيرات البيئة أو الأهداف، ومستدام عبر التعلم والتحسين الذاتي.


أشهر وكلاء الذكاء الاصطناعي لعام 2025م

شهد عام 2025م بالتحديد بداية انتشار طفرة في تطوير ونشر وكلاء الذكاء الاصطناعي فبدأت كبرى شركات التقنية في إطلاق أنظمة ذكية لا تكتفي بتوليد الإجابات.. بل تشارك في صنع القرار والتعلم المستمر من المحيط وتكون قادرة على التأثير في شتى المجالات.

سنستعرض فيما يلي أهم وكلاء الذكاء الاصطناعي:

1. ChatGPT Agent من OpenAI

هو نموذج مطوّر من ChatGPT يعرف باسم وكيل شات جي بي تي أو Operator. يملك القدرة على تنفيذ سلاسل من المهام التلقائية كتصفح الإنترنت والتعامل مع الملفات وإرسال رسائل بريد إلكتروني وحتى التحكم في أدوات على الحاسوب.

يتمتع هذا الوكيل بقدرات تكاملية مع تطبيقات زيادة الإنتاجية كـ Notion, Slack, Google Drive، مما يجعل منه مساعداً تنفيذياً ذكياً حقيقياً.

2. Comet من Perplexity

هو متصفّح ذكي يعمل كوَكيل AI ويستطيع التنقل بين صفحات الويب لاستخراج المعلومات وتلخيصها أو لتقديم قرارات استناداً إلى بيانات حية. وهو قادر على تنفيذ ما يشبه مهمة مساعد بحث مستقل.

3. Manus نظام تشغيل وكلاء AI

مانوس عبارة عن نظام مفتوح المصدر مصمم لتشغيل وكلاء ذكاء اصطناعي قادرين على التنسيق فيما بينهم. بحيث لا يقوم وكيل واحد بالعمل فقط بل مجموعة وكلاء يتشاركون المهام ويتخذون قرارات تعاونية لتحقيق أهداف معقّدة.


استخدامات وكيل الذكاء الاصطناعي

مع تزايد قدرات الوكيل الذكي أصبح من الممكن توظيف هذا النظام الذكي في مجموعة واسعة من القطاعات حيث يوفر حلولاً تنفيذية تتجاوز التفاعل السطحي إلى تنفيذ مهام كاملة دون تدخل بشري مباشر. وفيما يلي أبرز المجالات التي تشهد توظيفاً متصاعداً لهذه التقنية الثورية:

1. قطاع الأعمال والإدارة

بات الوكيل الذكي يستخدم في أتمتة المهام الإدارية كجدولة الاجتماعات وإدارة البريد الإلكتروني وإعداد التقارير المالية وتلخيص البيانات ومراقبة أداء الموظفين وتحسين سير العمل.

فمثلاً؛ يمكنه متابعة مشاريع متعددة داخل شركة ناشئة وتقديم تقارير أداء أسبوعية وحتى اقتراح تحسينات تنظيمية بناءً على الأنماط المتكررة.

2. الرعاية الصحية

في المجال الطبي يمكن أن نوظف هذه الأنظمة في تحليل السجلات الطبية الضخمة واقتراح خطط علاج مبدئية بناءً على أعراض المرض إضافة إلى متابعة حالة المرضى عن بعد والتفاعل معهم تلقائياً.

مثلاً يمكن لوكيل AI مراقبة بيانات جهاز تتبع صحي وتحذير الطبيب في حال ظهور مؤشرات خطر.

3. التعليم والتدريب الذكي

يلعب الوكيل الذكي دوراً كبيراً في التعليم المخصّص حيث يمكنه تصميم مسارات تعليمية فردية ومراقبة تطور المتعلم واقتراح مواد إضافية وصولاً إلى الرد على استفسارات الطلاب بشكل شخصي وآني.

4. تطوير البرمجيات

يستفيد المطوّرون من وكيل الذكاء الاصطناعي في كتابة الشيفرات وتصحيحها تلقائياً وإنشاء واجهات تطبيقات (APIs) حسب الأهداف المطلوبة. مضاف إلى ذلك تنفيذ اختبارات برمجية وتشخيص الأخطاء دون الحاجة لتوجيه يدوي.

5. الأبحاث العلمية والهندسية

في مجالات البحث والتطوير يمكنهم إدارة تجارب محاكاة معقدة واستكشاف فرضيات جديدة بناءً على البيانات وكتابة ملخصات بحثية ومقترحات تمويل. ويمكن أن تستخدم وكالات الفضاء هذه التقنية لتحسين عمليات المحاكاة واتخاذ القرار في البيئات غير المستقرة.


التحديات والمخاطر الأخلاقية

يد بشرية تقترب لتلامس يد روبوت

حسناً كل ما تحدثنا عنه رائع ومبهر ولكن ماذا عن مخاطر هذا الوكيل؟!

في الحقيقة على الرغم من الفوائد الكبيرة التي توفرها أنظمة وكلاء الذكاء الاصطناعي إلا أن انتشارها يطرح مجموعة من التحديات الأخلاقية والتقنية التي يجب التعامل معها بجدية. وأحد أبرز هذه التحديات والإشكاليات تتمثل في:

1. فقدان السيطرة البشرية على القرار

فعندما تتصرف برمجية بشكل مستقل وتتخذ قرارات دون الرجوع للبشر تنشأ أسئلة عميقة:

  • من يتحمل المسؤولية إذا ارتكب الوكيل خطأً؟
  • كيف نضمن أن القرار الذي اتخذه لم يكن منحازاً أو ضاراً؟

فمثلاً لو أن وكيل ذكي اتخذ قراراً خاطئاً في مجال طبي أدى إلى ضرر لمريض فهل نلوم المبرمج؟ أم الشركة؟ أم النظام نفسه؟

2. شفافية اتخاذ القرار (مشكلة الصندوق الأسود)

غالباً ما تكون قرارات وكيل الذكاء الاصطناعي مبنية على عمليات داخلية معقدة وغير شفافة. وهذه المشكلة تعرف باسم مشكلة الصندوق الأسود إذ يصعب أحياناً فهم منطق اتخاذ القرار.

ومثال بسيط على ذلك في البيئات الحساسة كالمحاكم أو البنوك تتطلب القوانين تفسيراً واضحاً لأي قرار وهذا قد يتعارض مع آلية عمل الوكيل الذكي.

3. التحيّز الخوارزمي لـ وكيل الذكاء الاصطناعي

وكيل الذكاء الاصطناعي حتى لو كان مختلفاً عن الذكاء التوليدي ولكنه يحتاج إلى بيانات ليتعلم منها وإن كانت البيانات منحازة فالنتائج قد تكون كذلك. والأمر قد يتفاقم مع الوكيل لأنه يتصرف بناء على الاستنتاجات، ويمكنه تكرار التحيز في سياقات أوسع.

تخيّل مثلاً وكيل توظيف يتجاهل طلبات النساء تلقائياً بناءً على بيانات تاريخية منحازة. طبعاً ستسأل نفسك ألن يعود ليتعلم ويقرر بنفسه أنّ ذلك خطأ؟ هذا يمكن أن يكون صحيحاً لو استطاع أن يصل إلى بيانات تفنّد هذا التحيز وقبل أن يعتمد عليها بالتصرف ولكنه إن كان أمام بيانات كلها منحازة فسيجد الانحياز طبيعياً ويتصرف على أساسه.

4. الخصوصية والأمن المعلوماتي

ليؤدي مهامه بكفاءة يحتاج إلى الوصول إلى كم كبير من البيانات الشخصية والعامة وهذا يجعله هدفاً مغرياً للهجمات السيبرانية. ففي حال تم اختراق وكيل AI يدير مهام مالية أو صحية فإن النتائج قد تكون كارثية على الأفراد والمؤسسات.

5. استبدال الوظائف البشرية

الاعتماد المتزايد على وكلاء الذكاء الاصطناعي يثير القلق من فقدان الملايين لوظائفهم وصعود نماذج اقتصادية لا تُراعي العدالة الاجتماعية.

فبينما يرى البعض أن وكيل الذكاء الاصطناعي يحرر الإنسان من المهام الرتيبة، يرى آخرون أنه يهدد مصادر رزق الملايين حول العالم.

6. غياب إطار قانوني واضح

مع تطوّر التقنية بسرعة هائلة لا تزال التشريعات عاجزة عن مواكبتها مما يخلق فراغاً قانونياً يمكن أن يُستغل سلباً. فمن الضروري وضع معايير تنظيمية تَحْكُم استخدام الوكلاء وتضمن عدم تجاوزهم لحدودهم التقنية والأخلاقية.


مستقبل وكلاء الذكاء الاصطناعي: إلى أين تتجه هذه التقنية؟

من الواضح والجلي تماماً أن الوكيل الذكي ليس مجرد طفرة تقنية عابرة. فهو يمثل تحول جذري في طريقة تفاعل البشر مع كل شيء يمكن أن يصل إليه وكيل AI. ففي المستقبل القريب نتوقع أن تتحول هذه الوكلاء من أدوات متخصصة إلى شركاء رقميين قادرين على اتخاذ قرارات معقّدة وعلى التفاعل مع بيئات ديناميكية وحتى التفاوض والتعاون مع وكلاء آخرين.

وسيشهد المستقبل دمج وكلاء الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في أنظمة التشغيل والبرمجيات السحابية والتطبيقات اليومية. ولن يقتصر الأمر فقط على المهام البسيطة كجدولة الاجتماعات.. بل إن أحد الاتجاهات الثورية هو تطوير "نُظُم من الوكلاء" تتعاون فيما بينها لحل مشكلات معقّدة.

ومع كل هذا الزخم يبقى السؤال مفتوحاً:

هل سيكون وكيل الذكاء الاصطناعي أداة تمكّن الإنسان أم بديلاً يُقصيه؟

الإجابة كما يبدو ستُحددها الطريقة التي نُصمم بها هذه الأنظمة والقيم التي نغرسها فيها منذ الآن.

Aya Brimo
Aya Brimo