نغسل أيدينا بانتظام، ونعقّم عربات التسوق، ونمسح طاولات المقاهي. لكن هل فكرت يوماً كيف ننظف ما نحمله في أيدينا عشرات المرات يومياً من دون أن ننتبه؟ نعم، كيف نقوم بـ تنظيف الهاتف الذكي الذي يرافقنا في كل مكان: من المطبخ إلى طاولة الطعام وحتى خارج المنزل. فمع كل لمسة يصبح عرضة للتلوث بأنواع متعددة من الجراثيم.
فمتى كانت آخر مرة نظفت فيها هاتفك بجدية؟ وبماذا فعلت ذلك؟ وكيف؟
هل تنظيف الهاتف فعلاً ضروري؟
من الناحية الجمالية يكفي أن تنظر إلى شاشة هاتفك لترى بصمات الأصابع والبقع التي تتجمع بسرعة عليها. وهذا وحده سبب كافي لتنظيفها، لكن هنالك أيضاً جانب صحي أكثر أهمية: فكل الدراسات تقريباً التي بحثت في الهواتف المحمولة وجدت أنها مليئة بمئات الأنواع من البكتيريا والفيروسات، وذلك بشهادة مراجعة نشرها موقع PubMed شملت 56 دراسة من 24 دولة أكّدت أن الهواتف تحمل بكتيريا وفطريات في أماكن متعددة. مما يجعل تعقيم الهاتف وتنظيفه خطوة ضرورية لصحة المستخدم.
صحيح أن معظم هذه البكتيريا والفيروسات لا يسبب أمراضاً مباشرة، لكن الخطر يبقى قائماً. هنالك من يستخدم الهاتف حتى في الحمام، من ثم يضعه قرب فمه أثناء المكالمات، يمسكه وهو يأكل، ويبادله مع الآخرين في الاجتماعات والمقاهي والفصول الدراسية.
وبخلاف اليدين التي يمكن غسلها عدة مرات في اليوم؛ فالهواتف نادراً ما يتم تنظيفها هذا إن تم الأمر أصلاً، وهنا تكمن المشكلة. ولكن لا تقلق سنضع بين يديك أسهل وأبسط طريقة لتنظيف هاتفك بحث تضمن أنه لا يتعرض للأذية ويبقى خالياً من البكتيريا والفيروسات قدر الإمكان.
كيف يتم تنظيف الهاتف الذكي؟
قد يبدو الحل بسيطاً؛ مسحة سريعة بمعقم لليدين أو بمسحوق تنظيف منزلي، لكن هذه الخطوات في الواقع قد تضر الهاتف أكثر مما تنفعه!
شركات الهواتف كشركتي آبل وسامسونج تنصح بتجنب استخدام مواد كالمبيضات وبيروكسيد الهيدروجين أو الخل أو بخاخات النوافذ أو حتى مناديل الكحول عالية التركيز (ذات تركيز أكبر من 70%). والسبب هو أن معظم الهواتف مغطاة بطبقة رقيقة مقاومة للزيوت لتمنع تراكم البصمات والبقع، والمواد الكيميائية القاسية قد تؤدي إلى إزالة هذه الطبقة مما يجعل الشاشة أكثر عرضة للاتساخ وقد تضعف حساسيتها للمس.
فعلى سبيل المثال لا الحصر، التنظيف بـ الخل قد يؤدي إلى تآكل حواف الألمنيوم أو البلاستيك بسبب حموضته وهذا سيكون مصاباً لهاتفك خاصة إن كان من نوع آيفون 17 برو ماكس والذي يشتكي المستخدمون من تعرض هيكله المصنوع من الألمنيوم للخدوش حتى بدون استخدام أي مواد تنظيف.
أما بالنسبة للمبيض وبيروكسيد الهيدروجين فهما يمتلكان قدرة عالية على التطهير، لكنهما شديدا الضرر على المواد الحساسة للإلكترونيات. والمناديل الكحولية القوية قد تُجفف البلاستيك وقد تجعل مكوناته هشة مع استخدامها بمرور الوقت.
لذا يمكن القول: إذا كان المنظف قوياً بما يكفي لتعقيم طاولة المطبخ بشكل جيد، فهو قوي جداً ليتم استخدامه في تنظيف الهاتف الذكي.
الطريقة الصحيحة لـ تنظيف الهاتف الذكي
الخبر الجيد أن تنظيف الهاتف الذكي بشكل آمن ليس أمراً صعباً ولا مكلفاً. والطريقة التالية تضمن لك تنظيف شاشة الهاتف الذكي وتعقيمه بالكامل من دون الإضرار بالطبقة المقاومة للبصمات والبقع أو بهيكل الهاتف.
أولاً عليك فصل الهاتف عن الشاحن وإزالة أي غطاء أو ملحق واقي. وبعد ذلك التزم بإرشادات الشركات المصنعة والتي تقول:
• استخدم مناديل مبللة بالكحول الأيزوبروبيل بنسبة 70% (وليس أكثر).
• امسح الهاتف بقطعة قماش ناعمة من ألياف دقيقة، كتلك المخصصة لتنظيف الشاشات أو النظارات.
استخدم فرشاة ناعمة مضادة للكهرباء الساكنة –تكون مصنوعة من النايلون– لتنظيف الفتحات الدقيقة كفتحة مكبر الصوت والسماعات. وبالنسبة لفتحة منفذ الشحن ومدخل السماعات عليك تجنب وصول أي مواد كيميائية إليها مهما كان نوعها. وعوضاً عن ذلك تستطيع إدخال عود خشبي غير حاد لتنظيف الغبار المتكدس بلطف، وابتعد قدر الإمكان عن إدخال أي قطع معدنية أو حادة لكيلا تتسبب بحدوث ماس كهربائي في الهاتف أو خدش داخل الفتحات.
جدير بالذكر أن الإنترنت مليء بنصائح لتنظيف هذه الفتحات كاستخدام الشمع اللاصق القابل للإذابة بتعريضه للحرارة، وذلك عن طريق حقن القليل منه داخل الفتحة. ولكن هذه النصائح والاقتراحات قد تكون ضارة أكثر من كونها مفيدة في تنظيف الهاتف الذكي فقد تعلق أجزاء من مادة الشمع اللاصق داخل الفتحة وهذا سيلحق الضرر بالهاتف بشكل مؤكد.
ويضاف إلى ذلك عليك ألا تنسى تنظيف ملحقات الهاتف كالسماعات أو الغطاء أو كابل الشحن والشاحن، خاصة إن كنت تحملها معك وتتنقل بها إلى أماكن مختلفة.
أخطاء يجب عليك تجنبها عند تنظيف هاتفك:
هناك بعض المحظورات التي يجب الانتباه إليها:
1. لا ترش أي سائل مباشرة على الهاتف، لأن الرطوبة قد تتسرب إلى المكونات الداخلية وتسبب ماساً كهربائياً أو تآكلاً وذلك قد يؤدي إلى التلف بدلاً من تنظيف الهاتف الذكي بطريقة آمنة.
2. لا تغمر الهاتف في أي محلول تنظيف، حتى لو كان مقاوماً للماء، لأن الأختام المطاطية والطلاءات الواقية ستتدهور بسرعة مع تكرار الأمر بمرور الوقت.
3. لا تستخدم مناديل ورقية أو أقمشة خشنة فقد تسبب خدوشاً أو قد تحتوي على وبر يمكن أن يسد الفتحات وبذلك تقوم بترسيب المزيد من الأوساخ داخلها عوضاً عن تنظيفها.
ولا تبالغ في التنظيف؛ فالمسح القوي أو المتكرر بشكل كبير قد يزيل الطبقة المقاومة للبقع، حتى لو استخدمت مواد تنظيف خفيفة كما ذكرنا أعلاه، فتكرار تنظيف الهاتف الذكي بشكل جائر أيضاً قد يجعله عرضة للتلف طويل الأمد.
كل متى يجب أن تنظف هاتفك؟
لا توجد قاعدة محددة، ولكن مسح الهاتف جيداً مرة واحدة في الأسبوع يُعتبر عادة منطقية وجيدة في حال الاستخدام اليومي في أماكن عادية. أما إذا كنت كثير التواجد في أماكن مزدحمة أو ذات بيئة مليئة بالفيروسات والميكروبات كوسائل النقل العام والمستشفيات والصالات الرياضية أو الحمامات، فمن الأفضل تنظيفه بوتيرة أعلى كمرتين في الأسبوع مثلاً.
ختاماً: تعامل برفق ومنطقية مع الهاتف
كما قلنا آنفاً الهاتف هو واحد من أكثر الأشياء التي نلمسها يومياً، ومع ذلك نادراً ما نفكر في تنظيف الهاتف الذكي الذي نستعمله بانتظام، رغم أن خطوات بسيطة كفيلة بحمايتنا من تراكم الجراثيم. وفي المقابل فإن تنظيفه بشكل متكرر واتباع نصائح غريبة وعديدة تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي سيضر الهاتف بالتأكيد. لذا يمكن اعتبار تنظيف الهاتف الذكي سلاح ذو حدين لا يجب إهماله ولا يجب الإسراف به.