أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

الغضب: علاماته وأسبابه، وكيفية السيطرة عليه

 يقال إن التمسك بالغضب كالإمساك بجمرة ملتهبة؛ بقصد رميها على شخص آخر. ولكن في الحقيقة أنت الذي سوف تحترق فقط.

رجل غاضب مغمض العينين بقوة ويتصاعد منه دخان

في هذا المقال سنستعرض سوياً تعريف الغضب وعلاماته وأسبابه وبعض الإشاعات العلمية عنه. 

تعريف الغضب

الغضب هو عبارة عن عاطفة إنسانية شائعة بشكل كبير تحدث عند وجود تهديد سواء كان حقيقي أو متصّور في العقل البشري.

ولابد من اختلاف الغضب في كونه منطقي ومفهوم وأحياناً أخرى مرفوض، وذلك تبعاً للأسباب والتهديدات الموجودة. وقد يكون الغضب شديداً ومستمراً ومن الصعب السيطرة عليه. وفي هذه الحالة قد يتحول إلى مشكلة تحفز المشاعر العدوانية لدى الشخص اتجاه الآخرين. لذلك لابد لنا من معرفة كيفية السيطرة عليه والتحكم في شدتّه عند المقدرة.

علاماته ودلالاته:

1_ التقلبات المزاجية والنفسية

تختلف التقلبات المزاجية بين الأشخاص، فقد يشعر الشخص بالتوتر والقلق من أمر ما معروف أو غير معروف. ومن ثم يشعر الشخص بالغضب والإنزعاج بعدها. وبعد زوال شعور الغضب وهدوء النفس يشعر المرء بالذنب وبذلك يكون الشخص غير مستقر على حالة شعورية واحدة ومعينة.

2_ صعوبات النوم والأرق والتعب

يعتبر الأرق وصعوبة النوم من علامات الاستنزاف الذهني للشخص بسبب الغضب. وهكذا يكون الشخص غير قادر على الشعور بالسلام والهدوء الداخلي وتعم الفوضى داخل عقله وأفكاره وجسده. وهنا يشعر المرء كأن عقله بحاجة إلى إعادة ترتيب الأفكار.

3_ كثرة الأسئلة حول الخوف من سبب وفائدة الوجود

في بعض الأحيان يكرر بعض الأشخاص طرح أسئلة على أنفسهم حول الجدوى والسبب من الحياة والعمل فيها.

وقد نجد هؤلاء الأشخاص لا يملكون حافزاً على تكرار حياتهم بشكل يومي ويركزون بشكل أساسي على الأفكار السلبية وبذلك يزيد من شعورهم بالغضب دون أن يتحكموا في ذلك.

ماهي أسباب الغضب؟

رجل يقوم بتحطيم لاب توب بقبضة يده

لابد من معرفة الأسباب الكامنة وراء هذا الشعور وهو أمر ضروري لابد منه لمعرفة كيفية السيطرة عليه بقدر الإمكان. ومن أهم الأسباب الشائعة حول مشاكل الغضب ما يلي:

1) العوامل والأسباب الوراثية

قد يكون لدى بعض الأشخاص صفات متوارثة لمشاكل الغضب والعصبية والتوتر. وقد أشارت بعض نتائج الأبحاث أن العوامل الوراثية تلعب الدور الهام والكبير في تنظيم مشاعر الإنسان والسيطرة على غضبه.

2) لدى الشخص صدمات ماضية في حياته

يؤثر مرور بعض الأشخاص بصدمات أو إهمال في مراحل حياتهم بشكل كبير إلى تعرضهم لنوبات غضب بشكل متكرر وكبير. وعندما تكون الصدمة الحاصلة في حياة الشخص غير محلولة فهذا يؤثر في شكل الغضب والصعوبة في التحكم فيه وتنظيم المشاعر.

3) السلوك والصفات المكتسبة من الحياة

مثل ما أن سلوك الغضب لدى بعض الأشخاص متوارث. كذلك نجد بعضهم سلوكهم مكتسب من التربية ضمن المجتمع أو البيئة المحيطة. فعندما ينشأ شخص ضمن أسرة يكون فيها الجو المسيطر هو مشاعر الغضب المتكررة أو المشاكل من وقت إلى آخر في الحياة؛ سيؤثر ذلك بشكل مباشر على نفسية وطباع هذا الشخص.

4) الضغوط النفسية وتغيرات الحياة

عند تعرض الأشخاص إلى مستويات عالية من التوتر أو حدوث تغيرات كبيرة في الحياة مثل فقدان العمل أو حدوث طلاق أو التعرض إلى مضايقات مالية أو حتى مشاكل أخرى كبيرة. فإن هذه المواقف والأحداث تخلق مشاعر إحباط واستياء من الحياة. مما يزيد من الغضب والانفعال بشكل كبير.

5) الحالة الصحية والعقلية:

قد يكون القلق أو الاكتئاب أو حتى الاضطراب ثنائي القطب محفزاً للغضب والصعوبة في فرط السيطرة على العواطف والانفعالات. مما يزيد من تلك الانفعالات وتكرارها بشكل كبير.

بعض العلامات الجسدية للغضب

هناك علامات وتغيرات تحدث في الجسد عند الشعور وأكثر علامات الجسد الشائعة مايلي:

1. زيادة درجة توتر عضلات الجسم

قد يؤدي الغضب إلى زيادة التوتر وبالتالي يحدث الشعور بالشد أو تصلب عضلات الجسم. وقد يلجأ الجسم أحياناََ إلى القبض على قبضتي اليد أو طحن الأسنان أو الشعور بوخز وخدر في الرقبة أو الكتف أو الفكين. وكذلك قد يقوم الشخص بـ فرقعة الأصابع تعبيراً عن غضبه.

2. ازدياد في معدل ضربات القلب

عند الغضب تزداد نوبات القلب وبالتالي يستعد الجسم لتفسير الاستجابة إما بالقتال أو الهرب حسب الموقف الحاصل. ومنه نلاحظ حدوث تسرع في ضربات القلب.

3. حدوث احمرار في الوجه والجسم

قد  نلاحظ أحياناََ احمرار الوجه والجسم ويحدث ذلك نتيجة لزيادة تدفق الدم إلى الجلد نتيجة لتنشيط استجابة "القتال أو الهروب"؛ وهي آلية بيولوجية معروفة. وقد يصبح الوجه ساخناً ونشعر بدفء البشرة عند لمسها.


كيف يمكننا إيقاف غضبنا أو التحكم به؟

لنسيطر على الغضب لابد للأشخاص من تحديد الأسباب والمحاولة قدر الإمكان من التقليل منها وحلها. وأيضاً لابد من ممارسة الرياضة والاسترخاء كالتنفس أو التأمل للمساعدة في تهدئة العقل والجسد.

وأحياناََ لابد من طلب استشارة طبية عندما تكون الأمور معقدة. وكذلك الاستعانة بالأشخاص المقربين للتحكم في تصرفاتنا بشكل أكثر فعالية.

بعض الشائعات العلمية الخاطئة حول الغضب:

1_ المعروف عن الغضب أنه سلبي دائماََ

الغضب ليس سلبي ومؤذي دائماََ؛ بل هناك أوقات يكون سبباً هاماً للبقاء على قيد الحياة. فهو يساعدنا على حماية أنفسنا وحماية الآخرين في بعض الحالات الخطيرة.

2_ إذا كان الشخص غاضباً يعني أنه شخص سيء

لا يوجد شخص بيننا لا يشعر بالغضب ولا ينفعل في مواقف حياته، والشعور والتصرف بعدها لا يجعلنا أشخاص سيئين. وبالرغم من ذلك فإنه في بعض الأحيان قد نتسبب بحدوث ضرر لنفسنا وللآخرين من حولنا. لذلك لابد من امتلاكنا قدرة التحكم في الانفعال الحاصل.

3_ الغضب يعني العدوانية تجاه شخص ما

هناك فرق بين الغضب والعدوانية حيث أن الأول هو عاطفة وشعور يحدث ونشعر به. أما العدوانية فهي سلوك وتصرف حاصل تغذيه عاطفة الشخص. وبطريقة أكثر وضوحاََ لنفهم الفرق؛ فإن الغضب هو شعور بالانزعاج وبحرارة الجسد والتشنج أما العدوانية فهو "هل أقوم بالقتال؟ أم التزم الصمت؟" وقد وجدت تقنيات واستراتيجيات متعددة للسيطرة على الغضب كي لا يتحول إلى عدوانية.

4_ لا يمكنني تغيير إستراتجياتي والتحكم بغضبي

يمكننا جميعاََ تحسين طريقتنا وتصرفاتنا في التحكم وتوجيه غضبنا. على الرغم من أن هذا الأمر بالنسبة للبعض يكون أكثر صعوبة من الآخرين. ولكن يجب التحلي بالمزيد من الإرادة

في الختام.. لابد لنا من أن نفكر في العواقب عندما يثور غضبنا. وأفضل ما يفعله الشخص عندها هو التزام الصمت كي لايندم فيما بعد على تصرفه.

AYA BRIMO
AYA BRIMO