أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

سبع إشاعات علمية عليك التوقف عن تصديقها فوراً!

سبع إشاعات علمية

تتطور حياتنا بشكل رهيب يومياً، والعلوم أيضاً باتت تتقدم بوتيرة مرعبة عما كانت عليه. وقد ساهمت التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي باطلاعنا على هذا التقدم بشكل لحظي أيضاً. فما إن ينتشر بحث علمي ما على أحد المواقع لا نلبث إلا أن نرى المواقع والأشخاص يتداولونه ويتحدثون به. هذا الانفتاح والتقدم ساهم بشكل كبير بدحض الكثير والكثير من الأساطير العلمية التي كان يصدقها العديد من الأشخاص. ولكن هنالك إشاعات علمية للأسف عشعشت في عقولنا وباتت من المسلمات العلمية حتى على الرغم من عدم ثبوت صحتها

في هذا المقال سنزيح غشاوة كبيرة وضعها الزمن على إشاعات علمية عارية عن الصحة تماماً. وسنضع أمامك عزيزي القارئ الحقيقة الأنيقة والصادقة حول هذه الأساطير.


أولاً: الإنسان يستخدم 10% فقط من دماغه

استخدام دماغ الإنسان

في حال كنت تجلس الآن على أريكتك مسترخياً تقرأ هذا النص نعم ممكن أن تستخدم 10% فقط من دماغك. ولكن هذه الإشاعة العلمية غير صحيحة أبداً. فبمجرد أن تستيقظ صباحاً وتبدأ بإعداد كوب القهوة الخاص بك سيبدأ الفص الجداري في دماغك بالعمل والفص الجبهي كذلك. المخيخ أيضاً والمراكز الحركية والحسية ستنشط. مما يعني أننا في لحظة إعدادك كوب القهوة لو أجرينا فحصاً على دماغك سيظهر تقريباً بأكمله في حالة العمل! بل حتى أننا حين ننام فإن أدمغتنا تبقى في حالة نشاط.

وهذا في الواقع يجعل استهلاك هذه الكتلة المؤلفة من تلافيف مجعدة لحوالي الـ 20% من طاقة أجسامنا ومن الأوكسجين الذي نتنفسه أمراً منطقياً. طبعاً لهذه الإشاعة امتداد أكثر سخافة يدعي أن آينشتاين كان يستخدم 12% من دماغه لذلك كان عبقرياً. إنها حقاً إشاعة محض هراء لا أكثر.

ثانياً: تمتلك النساء ضلع إضافي

تمتلك النساء ضلع إضافي

تعود هذه الإشاعة في الحقيقة إلى حقيقة أن الله خلق حواء من أحد أضلع آدم. فافترض أحدهم بأن عدد أضلع آدم نقص وأن جميع الذكور من البشر أيضاً خُلقوا مع ذلك النقص. هذه الخرافة التي تعتبر من أعتق الإشاعات العلمية عاشت طويلاً منذ قديم العصور، بل إننا حتى لنجدها ربما في بعض المخطوطات القادمة من العصر الحجري. فباتت ربما عُرفاً يؤمن به جميع الناس آنذاك. إلى أن قرر الطبيب وعالم التشريح البلجيكي أندرياس فيزاليوس، مؤلف أكثر الكتب تأثيراً في عالم التشريح، إجراء إحصائية أثار بها ضجة كبيرة وقتها. وذلك عندما كشف أن كلاً من النساء والرجال لديهم 12 زوجاً من الأضلاع أي 24 ضلعاً كاملاً.

وفي الواقع توجد دراسة علمية تقول أنه قد يُولد شخص واحد من بين 200 إلى 500 شخص بضلع إضافي! وتقول الدراسة أن هذا يحدث لعدد من النساء أكثر قليلاً من الرجال!


ثالثاً: البرق لا يضرب نفس المكان مرتين

البرق لا يضرب مكاناً مرتين

لا أخفيك عزيزي القارئ؛ حتى أنا كنت أصدق هذه الإشاعة. ولكن بعد البحث والتقصي تبين لي أنها مبنية على اعتقاد ساد قديماً يؤمن بعدم حدوث شيء معين لنفس الشخص مرتين! مما يعني أنها لا تمتلك أساساً من الصحة البتة. حيث تتعرض ناطحات السحاب وهوائيات التلفزة للصواعق عدة مرات في السنة. وفي الواقع فإن كل صاعقة تضرب الأرض تدحض هذه الأسطورة. فحتى لو لم يكن من الممكن أن نرى الصواعق بالعين المجردة تضرب ذات المكان، ولكن العلم يقرّ بأن السحابة الرعدية غالباً ما ترسل موجة من الصواعق إلى الأرض عبر نفس المسار.

ففي أجزاء بسيطة من الثانية يمكن أن ترسل السحابة الرعدية حوالي 20 صاعقة إلى نفس الموقع. ويمكن أن تتفرع كل صاعقة لتضرب عدة أماكن في الوقت نفسه. وإثباتاً على عدم صحة هذه الأسطورة العلمية قام خبراء الأرصاد الجوية في أمريكا عام 2003م بتصوير 386صاعقة، حيث ضربت 558 مكاناً مختلفاً.


رابعاً: يحتاج الإنسان إلى النوم 8 ساعات يومياً

ساعات النوم

أود تسمية هذه الإشاعة بالإشاعة السامة أو الإشاعة الأكثر قوة من أي إشاعات علمية أُخرى على مر العصور. أستطيع الجزم عزيزي القارئ بأنك قد قرأتها لآلاف المرات في الكتب، وفي التلفاز، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي. بل ربما حتى بعض الآباء كانوا يكررونها على مسامع أبنائهم مساء كل يوم عند رفضهم النوم مبكراً.

قد يكتفي بعض البالغين بـ 8 ساعات من النوم وقد يحتاج البعض إلى 9 أو 10 ساعات من النوم لاستعادة نشاطهم. وهنالك من يكتفي بـ 4 ساعات من النوم فقط! لا توجد أية قاعدة تحدد الأمر، فالحاجة إلى النوم والاكتفاء منه أمر نسبي يختلف من شخص إلى آخر. ولا يمكن تعميم الرقم ثمانية لعدد ساعات النوم أبداً حتى مع كونه فعالاً مع معظم الأشخاص.

وحتى أواخر القرن الثامن عشر كان الكثير من الناس يعتقد بأن تقطيع ساعات النوم الثمانية هذه أمر مفيد لعلاج الأرق ولمعالجة الكوابيس والأحلام البغيضة. ولكن الحقيقة أن تنظيم النوم فقط وليس تحديد عدد ساعاته بشكل إجباري هو ما يساعد على حمايتنا من الاكتئاب ومشاكل النوم كالقلق والكوابيس. طبعاً اختيار الوسادة ونوعية فراشنا أيضاً عوامل مهمة للحصول على نوم مريح.


خامساً: يمكن رؤية سور الصين العظيم من الفضاء

رؤية سور الصين العظيم من الفضاء

من منا لا يعرف سور الصين العظيم! الأعجوبة الصينية التي وُجدت منذ أكثر من ألفي عام. حيث يمتد سور الصين العظيم مسافة تصل إلى 21196.19 كيلومتر من شانهايجوان في الشرق إلى جيايوقوان شمال غرب الصين. وعلى الرغم من هذه المسافة الشاسعة التي يمتد عليها إلا أننا لا نستطيع رؤيته من القمر، ولا حتى من الفضاء. انتشرت إشاعة إمكانية رؤية سور الصين من الفضاء منذ القرن الثامن عشر وقد أُدرجت كمعلومة صحيحة في معظم الكتب المدرسية حول العالم. استمر ذلك طويلاً ليأتي عام 2003م أول رائد فضاء صيني يانج ليوي وينفي الشائعة بشكل قاطع إمكانية رؤيته.

في الواقع إن أحد أسباب عدم إمكانية رؤية سور الصين من الفضاء هي كونه مبني من الطوب الداكن ذو الألوان الباهتة. هذا يجعله يندمج بألوان الطبيعة ويختفي عن أعين رواد الفضاء، ولكن من الممكن إذا ما تم طليه باللون الأزرق على سبيل المثال أن يرصده رواد الفضاء من الفضاء على ارتفاع 160 كيلو متراً.


سادساً: للقمر جانب مظلم

للقمر جانب مظلم

يمتلك القمر جانبان أحدهما قريب من الأرض والآخر بعيد، ولكن الشمس تصل إلى الطرفين بكميات متساوية. فالمعلومة التي تدعي أن الشمس تشرق على طرف واحد من القمر والآخر يبقى مظلماً هي إحدى الإشاعات العلمية الخاطئة لا أكثر. ولكن بالنسبة لنا فلا يمكن رؤية سوى الجانب القريب من الأرض. حيث يستغرق القمر في دورانه حول محوره نفس الوقت الذي يستغرقه للدوران حول كوكب الأرض تماماً. لذا فهو يعتبر مقفل مديّاً بالنسبة لنا.

طبعاً هذا الجانب البعيد الذي لا نراه أبداً يستمد الضوء عندما يكون الطرف الذي نراه مظلماً. فمثلاً في بداية الشهر الهجري مثلاً يكون قمرنا الوحيد ظاهراً بشكل الهلال في عمر يوم واحد سيكون الجانب البعيد مضاءً بنسبة الطرف المظلم للجانب القريب من الأرض.


سابعاً: لا توجد جاذبية في الفضاء

انعدام الجاذبية في الفضاء

من قال لكم أن الفضاء خالي من الجاذبية؟!
تعود فكرة انعدام الجاذبية في الفضاء إلى التعريف الخاطئ للجاذبية، حيث يعرّفها البعض على أنها حالة الطفو أو انعدام الوزن، ولكن ذلك غير صحيح البتة.

ففي الحقيقة تنطبق قوانين الجاذبية على رواد الفضاء والمركبات الفضائية وعلى كل ما يسبح في الفضاء الخارجي. حيث يعود سبب انعدام الوزن لأي جسم في الفضاء إلى كونه في حالة سقوط حر مستمر، وليس انعدام الجاذبية.

ويتم استخدام تعبير " الجاذبية الصفرية" لأسباب تعليمية من قبل رواد الفضاء والفيزيائيين بما فيهم وكالة ناسا. ولكنها ليست أمراً حقيقياً. فالجاذبية هي قوة جذب موجودة في كل مكان، على سبيل المثال الشمس تجذب الكواكب لتدور حولها، والقمر يجذب الأرض مما يتسبب بعملية المد والجذر، وحتى التفاحة لديها قوة جذب تجذب جزء من محيط دقيق حولها بشكل ما.

ما علينا فهمه بشكل صحيح أن الجاذبية تقل كلما ابتعدنا عن مركزها. إن أخذنا محطة الفضاء الدولية مضرب مثل لتقريب الفكرة إلى أذهاننا، فإنه في حالة المحطة فهي تسبح في الفضاء والرواد يطوفون بداخلها ولكنها متأثرة بالجاذبية بنسبة تقل عن الجاذبية التي نتأثر بها نحن بـ 5% فقط. ولكن لكونها مع رواد الفضاء التي في داخلها في حالة سقوط حر مستمر نحو الأرض فإنهم سيطوفون. وطالما أن منحنى جاذبية الأرض متناسب مع سرعة محطة الفضاء الدولية فإنهم لن يسقطوا أو يصطدموا بالأرض أبداً. وكون المحطة تسير بسرعة ثابتة وبتسارع معدوم فإن رواد الفضاء وكل ما هو داخل المحطة سينعدم وزنه.

AYA BRIMO
AYA BRIMO