الصينيون ينجحون في زراعة أول كبد معدل وراثياً من خنزير إلى مريض بشري، إنجاز يحتفي به الأطباء ولكننا ربما سنستنكره!
فكيف تمت هذه الزراعة؟ وهل استفاد المريض؟ ولماذا تستخدم أعضاء الحيوانات بالتحديد؟
أسئلة كثيرة ستدور في بالك.. ولكن اطمئن عزيزي القارئ، سوف نخبرك بكامل تفاصيل زرع كبد خنزير لمريض بشري في هذا المقال.
نجح أطباء صينيون بجامعة The Air Force Medical بإجراء أول عملية لزراعة كبد خنزير معدل وراثياً لمريض يعاني من ضرر في الكبد. وقد أعلن الأطباء أن الزراعة تمت بنجاح دون أن يحدث أي رفض عضوي من المريض. حيث أن جسد المريض لم يبدي أي علامات رفض حتى بعد 96 ساعة من عملية الزراعة!
الأطباء في جامعة القوات الجوية الطبية في الصين قالوا إن عملية الزراعة تضمنت استخدامهم لكبد خنزير تم تعديله وراثياً للقضاء على عدة جينات متعلقة برفض الأعضاء. ومن ثم تم تقليص حجم ووزن الكبد إلى مقدار معين ليتناسب مع جسد المريض البشري. وعند إجراء العملية قطع الجراحون أحد الأوردة الكبيرة الداخلة إلى كبد المريض، ثم قاموا بتثبيت كبد الخنزير على كلا الطرفين للوريد.
هذه الزراعة تمت لمريض ميت دماغياً. ولكنها تبعث في قلوب الأطباء "على حد تعبيرهم" حياة لأمل كبير في تحسين عمليات زراعة الأعضاء. بالإضافة إلى أنها قد تحل مشكلة نقص المتبرعين. حيث أن هدف هذا النوع من العمليات التخفيف من مشكلة وجود قوائم لا تعد ولا تحصى من الأشخاص الذين يحتاجون إلى متبرع مقابل وجود أعداد ضئيلة من المتبرعين. فأمراض الكبد تتسبب سنوياً بوفاة أكثر من مليوني شخص حول العالم. وفي الصين وحدها تصل أعداد من يصاب بفشل الكبد إلى نصف مليون شخص سنوياً.
عملية زراعة كبد الخنزير هذه ليست الأولى من نوعها حيث تمكن أطباء في الولايات المتحدة من زرع كلى وقلوب خنازير أيضاً معدلة وراثياً لمرضى بشر أيضاً متوفون دماغياً، ولكن الصين ترى أن زراعة الكبد تمثل تحدياً مختلفاً.
تطال هذه العمليات العديد من الانتقادات.. فالجميع وحتى أنت عزيزي القارئ يسأل من هذا الذي سيقبل بزراعة عضو حيواني بداخله، وخاصة بالنسبة للخنزير!
في الواقع الأمر يتعدى هذا السؤال.. فهذه التجارب السريرية في حال أبصرت النور بشكل واضح، سنرى أنفسنا أمام نوع جديد من تجار الأعضاء. فكما ذكرنا آنفاً أن الأعضاء المستعملة معدلة جينياً، وعمليات التعديل الجيني هذه ليست بالبسيطة أو السهلة أبداً. فهي تحتاج إلى العديد من التقنيات وتمر بالعديد من المراحل. مما يعني أن تجار الأعضاء سيجدون ذلك منفذاً لبيع الأعضاء عن طريق الغش، فتزوير النتائج على أن الأعضاء معدلة وراثياً وهي ليست كذلك لن يكون صعباً البتة معهم. طبعاً تساءلنا سابقاً من هذا الذي سيقبل بزراعة عضو حيواني أصلاً. ولكن هذا الاستنكار قد ينجلي أمام وضع كارثي لشخص يقف أمام قريب له يعاني من فشل في عضو من أعضاء جسده ولا يوجد لديه أي خيار آخر.
ربما نعم وربما لا.. من يدري؟