أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

آخر الأخبار

هل كان الهبوط على سطح القمر خدعة؟

بتاريخ 20 يوليو من عام 1969م، نجح رائدا الفضاء نيل آرمسترونغ وباز ألدرين بـ الهبوط على سطح القمر لأول مرة ضمن مهمة أبولو 11 والتي تعتبر من أعظم الإنجازات في تاريخ البشرية. ولكن ومع مرور أكثر من نصف قرن على الهبوط لا تزال بعض نظريات المؤامرة تُشكك في صحة هبوط الإنسان على القمر.

رائد فضاء على سطح القمر

في هذا المقال سنكشف حقيقة أشهر خمس خرافات تحيط بهبوط الإنسان على القمر، مدعومة بالأدلة العلميّة والمنطقية. وسنطرح عدة أسئلة شائعة متعلقة برحلة الصعود إلى القمر. 


الخرافة رقم 1: العلم الأمريكي كان يرفرف!

صورة لباز ألدرين يحيي العلم الأمريكي
صورة لـ باز ألدرين يحيي العلم الأمريكي (تظهر أطراف أصابعه على الجانب الأيمن من خوذته).

القمر لا يمتلك غلاف جوي وبالتالي لا توجد رياح على سطحه. لذا يتساءل المشككون دوماً: "كيف يمكن للعلم الأمريكي أن يرفرف في غياب الهواء؟". في الحقيقة لم يكن العلم يرفرف قط، بل كان مزوداً بقضيب معدني أفقي للحفاظ على شكله ممدوداً. وبالنسبة للتجاعيد الظاهرة عليه فهي ناتجة عن طيّه أثناء التخزين. حركة العلم الوحيدة كانت بسيطة جداً وحدثت عند غرسه على سطح القمر؛ وذلك ليس بفعل الرياح وإنما انتقلت حركة اليد إلى القماش.

فقد حدث ذلك بسبب حركة رائد الفضاء، فهو يُدوّر عمود العلم أثناء غرسه في تربة القمر لتثبيته جيداً، ومن هذه الحركة انتقل الزخم إلى القماش. لذا لإثبات وجهة نظر تدّعي رفرفة العلم  يجب على مؤيدي الفكرة إيجاد لقطات يتحرّك فيها العلم دون أي تفاعل من رائد الفضاء معه (أي دون أن يكون ممسكاً به).


الخرافة 2: لا وجود للنجوم في الصور

صورة لباز ألدرين والسماء السوداء
صورة لـ باز ألدرين والسماء السوداء (يحمل جهاز عاكس ليزر ومقياس زلازل).

القمر لا يملك غلاف جوي كما ذكرنا سابقاً وبدون غلاف جوي يبعثر ضوء الشمس ستبقى السماء على القمر سوداء دائماً. فلماذا لم نرى النجوم في الصور؟

فالصور الملتقطة على سطح القمر لا تظهر بها أي نجوم وبهذا السبب احتج العديد من المشككين بصحة الهبوط على سطح القمر. ولكن التبرير لهذا السبب بسيط؛ فغياب النجوم عن الصور لا يعني أنها ملفقة ومفبركة. السبب الأساسي هو إعدادات الكاميرا المستخدمة؛ حيث كانت سرعة الغالق عالية (1/250 من الثانية). وذلك لتفادي التعرّض الزائد للإضاءة بسبب سطوع سطح القمر وبسبب لون بدلات الفضاء الأبيض. فلنتمكن من تصوير النجوم نحتاج إلى تعريض ضوئي طويل وسرعة غالق بطيئة وهو ما لم يكن ضمن أهداف التقاط تلك الصور. وحتى باستخدام معدات تصوير حديثة، ستحتاج إلى تعريض ضوئي لا يقل عن بضع ثوانٍ لالتقاط النجوم ويمكنك تجربة ذلك بهاتفك الذكي إذا ما جربت تصوير النجوم من على سطح منزلك.

 

الخرافة 3: ظلال غير متوازية

صورة لظل نيل آرمسترونغ يلتقط صورة للمركبة القمرية
صورة لظل نيل آرمسترونغ يلتقط صورة للمركبة القمرية

صورة لممشى شاطئي على سطح الارض عند الغروب
صورة لممشى شاطئي على سطح الارض عند الغروب

يدّعي البعض أن اختلاف اتجاه الظلال في الصور يدل على وجود أكثر من مصدر إضاءة كما في الاستوديوهات. لذا يعتبرون أن الصور الملتقطة بعد هبوط البشر على سطح القمر هي مجرد صور ملتقطة في استوديو تصوير احترافي.

لكن اختلاف اتجاه الظلال وعدم توازنها ناتج عن تأثير المنظور، فحتى على سطح الأرض لا تظهر الظلال متوازنة عند النظر من زاوية واحدة. كما أن ضوء الشمس المنعكس من على سطح القمر يساهم أيضاً في إضاءة الأجسام حتى لو كانت في الظل. حيث يعكس سطح القمر حوالي 12% من الضوء الذي يسقط عليه. لذلك رغم أن رائد الفضاء في الصورة السابقة غير معرّض مباشرة لضوء الشمس إلا أنه لا يزال مضاءاً بواسطة الضوء المنعكس من سطح القمر.

(انظر إلى الصورة السابقة المُلتقطة على الأرض، الظلال لا تبدو متوازنة أيضاً).


الخرافة 4: لا فوهة تحت المركبة

المركبة الصينية تشانغ إي-4
المركبة الصينية تشانغ إي-4

يتوقع المشككون بعملية الصعود إلى سطح القمر حدوث حفرة أسفل مركبة الهبوط نتيجة لقوة الدفع. فأثناء الهبوط اضطرّت المركبة القمرية إلى تشغيل محرك الصواريخ لتبطئ من سرعتها. والسؤال الذي يطرح نفسه هو: ألا يُفترض أن يتسبب ذلك بحدوث فوهة صغيرة تحت المركبة؟

طبعاً الكلام سيكون منطقياً لو كان الأمر يحدث على كوكب الأرض، ولكن جاذبية القمر تمثل سدس جاذبية الأرض. وبالتالي لم يكن هناك حاجة لتوليد قوة دفع كبيرة أثناء الهبوط. وما حدث ببساطة هو زوال طبقة الغبار السطحية فقط، وهو ما ظهر بوضوح في الصور.

لاحظ في الصورة السابقة تظهر المركبة الصينية تشانغ إي-4 تقف على الجانب البعيد من القمر. ولا وجود لحفرة أيضاً!


الخرافة 5: أحزمة "فان ألين" القاتلة

صورة توضح أحزمة فان ألين
صورة توضيحية لأحزمة فان ألين، وهما حزامان هائلان من الجسيمات المشحونة يحيطان بالأرض.

كوكبنا مُحاط بمنطقتين من الجسيمات المشحونة تُعرف باسم أحزمة فان ألين. وبعض من يُنكرون الهبوط على سطح القمر يسمونها "غير قابلة للاختراق" بسبب مستويات الإشعاع العالية. فيتسائلون كيف نجا رواد الفضاء من المرور عبرها؟

والجواب ببساطة أنك إذا مررت بسرعة كافية، فإن التأثير الإشعاعي سيكون طفيفاً. وقد عبرت مركبة أبولو 11 هذه الأحزمة بسرعة مما قلل من مدة تعرض الرواد للإشعاع. وقد أكدت البيانات المسجلة عبر أجهزة قياس الجرعة الشخصية أن رواد الفضاء لم يتعرضوا لمستويات إشعاع خطرة.


أسئلة شائعة عن عملية الصعود إلى سطح القمر

هل توجد أدلة على أن البشر صعدوا إلى القمر؟

نعم هنالك عدة أدلة تثبت عملية الهبوط على سطح القمر أهمها الصور والفيديوهات التي التقطها رواد الفضاء. بالإضافة إلى أن مهام أبولو جلبت ما يقرب من 400 كيلو غرام من الصخور والتربة القمرية، وقد أجرى عليها علماء من مختلف أنحاء العالم عدة اختبارات وأكدوا أنها تختلف عن الصخور والأتربة الأرضية.

وقد ثبّت رواد الفضاء أثناء رحلاتهم أجهزة ليزر عاكسة على سطح القمر. حيث تعكس هذه الأجهزة أشعة الليزر المرسلة من الأرض، وهو ما يتيح لنا إجراء قياسات دقيقة للمسافة بين الأرض والقمر ولا تزال تستخدم حتى يومنا هذا.

إضافةاً إلى أن مهمات قمرية حديثة كالقمر الصناعي المداري القمري التابع لناسا التقط صوراً عالية الدقة لمواقع الهبوط، وقد ظهرت بقايا المركبة ومسارات العربات وحتى آثار الأقدام. فكما قلنا سابقاً لا توجد أي رياح على سطح القمر لذلك فإن آثار الأقدام ستبقى هناك مالم يقم أحد بإزالتها.


هل لا تزال الأعلام موجودة على سطح القمر؟

نعم، لكن الألوان تلاشت وغالباً أصبحت بيضاء تماماً بفعل الأشعة الشمسية القوية. فقد ترك رواد الفضاء ستة أعلام على القمر. وبحسب صور التقطها القمر الصناعي المداري القمري لا تزال الأعلام قائمة ما عدا علم رحلة أبولو 11، الذي سقط أثناء عملية الإقلاع.


ما هي الدول التي هبطت على القمر بنجاح؟

حتى عام 2024م هناك خمس دول فقط نجحت في إنزال مركبات على سطح القمر: الاتحاد السوفيتي، الولايات المتحدة، الصين، الهند، واليابان. ومن بينهم وحدها الولايات المتحدة أرسلت بشراً استطاعوا الهبوط على سطح القمر.


لماذا لم نعد نرسل مهمات بشرية إلى القمر؟

أولاً ما لا يعلمه الجميع فإن عدد الأشخاص الذين مشوا على سطح القمر ليس اثنان بل 12 شخصاً خلال 6 مهام متفرقة تدعى مهام برنامج أبولو  بين عامي 1969م و1972م وهؤلاء الأشخاص هم حسب الرحلات:

• مهمة أبولو 11 عام 1969م:

1. نيل أرمسترونغ (Neil Armstrong) – أول إنسان يمشي على سطح القمر.

2. باز ألدرن (Buzz Aldrin)

• مهمة أبولو 12 عام 1969م:

3. تشارلز "بيت" كونراد (Charles "Pete" Conrad)

4. آلان بين (Alan Bean)

• مهمة أبولو 14 عام 1971م:

5. آلان شيبرد (Alan Shepard)

6. إدغار ميتشل (Edgar Mitchell)

• مهمة أبولو 15 عام 1971م:

7. ديفيد سكوت (David Scott)

8. جيمس إيروين (James Irwin)

• مهمة أبولو 16 عام 1972م:

9. جون يونغ (John Young)

10. تشارلز ديوك (Charles Duke)

• مهمة أبولو 17 عام 1972م:

11. يوجين سيرنان (Eugene Cernan) – آخر من مشى على سطح القمر.

12. هاريسون شميت (Harrison Schmitt)

إذاً لماذا لم نعد نُجري مهمات أخرى؟ 

لأن المهمات المأهولة إلى القمر مكلفة للغاية وخطيرة. لذا يجب أن يكون هناك مبرر قوي لتنظيمها. وقد حقق الأمريكيون أهدافهم السياسية والعلمية من خلال برنامج أبولو، وهو ما أدى إلى توقف الاهتمام مؤقتاً. لكن الآن عاد الاهتمام من جديد إذ تخطط ناسا عبر برنامج أرتميس لإرسال أول إنسان إلى القطب الجنوبي للقمر، وحتى أن هنالك خطط لبناء محطة فضائية قمرية!

في النهاية ورغم استمرار نظريات المؤامرة، فإن الأدلة العلمية والتاريخية تثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن الإنسان قد هبط على سطح القمر بالفعل. 

إن كنت تحب الاطلاع على رحلة أبولو 11 بشكل موثق، هنالك فيلم وثائقي يحمل اسم (APOLLO 11) يوثق الرحلة بفيديوهات وصور وتقارير أصلية عن الرحلة. وإن كنت مهتماً بنظريات المؤامرة فلا تفوت قراءة مقالنا عن نظرية الأرض المسطحة وما يعتمد عليه مؤيدو النظرية من براهين. 

AYA BRIMO
AYA BRIMO