كوكب الأرض يُقسم نظرياً إلى طرفين؛ الطرف المأهول الذي نعيش عليه، والطرف الغامض الذي تسيطر عليه الطبيعة وتملأه بالأسرار. حيث يتواجد هناك عدة ظواهر جيولوجية غريبة ومذهلة في آنٍ معاً، والتي يبدو من المستحيل تصديق أنها حقيقية.
وفي هذا المقال سنحدثك عن ثمانية ظواهر جيولوجية غريبة قد لا تكون سمعت بها من قبل، لذا احضر كوباً من القهوة، استرخي على كرسيك، وتابع معنا القراءة..
من غابات متحجرة إلى فوهة غازية مشتعلة منذ أكثر من 50 عاماً مروراً بصخور تتحرك من تلقاء نفسها. تتحدى هذه الظواهر ما كنا نعتقد أننا نعرفه عن كيفية عمل كوكب الأرض، وتقدّم لنا أدلة عن وجود قوى مذهلة تشكّل جزءً من كوكبنا.
1. الصخور المنزلقة
إحدى ظواهر الجيولوجيا الأكثر غرابة هي "الصخور المنزلقة" الموجودة بشكل خاص في سهل رايستراك بوادي الموت في الولايات المتحدة لأمريكية . هذه الصخور ومع أن وزنها قد يصل إلى مئات الكيلوغرامات؛ إلا أنها تنزلق أحياناً بشكل غير خطي عبر أرض الصحراء بدون تدخل بشري.
ورغم أن الأمر قد يبدو غريباً بعض الشيء إلا أن هنالك بضع تفسيرات علمية قلّلت من غموض هذه الظاهرة. ففي دراسة علمية نُشرت عام 2014م زُعم فيها حل هذا اللغز. وضّحت الدراسة أن حركة هذه الصخور ترتبط بتكوّن طبقة رقيقة من الجليد على سطح الأرض تحتها ليلاً. وعند ذوبان الجليد يصبح السطح تحت الصخور زلقاً فتتحرك الصخور بفعل رياح خفيفة.
2. الحمم الزرقاء (بركان كواه إيجن)
 |
| الحمم الزرقاء من الجو |
ثاني ظواهر الجيولوجيا الغريبة على قائمتنا هي "الحمم الزرقاء" في بركان كواه إيجن، وهو بركان نشط يقع في جزيرة جاوة بإندونيسيا.
الاسم "كواه إيجن" يأتي من الكلمتين الإندونيسيتين "كواه" (فوهة) و"إيجن" (البركان)، وما يميز هذا البركان هو اللهب الكبريتي الأزرق الكهربائي المدهش والذي يُخطئ البعض ويعتبرونه حمماً بركانية.
حيث تتدفق الغازات الكبريتية من فوهة البركان بدرجات حرارة تصل إلى 600°C وعند ملامستها للهواء، تشتعل لتنتج لهباً أزرق بدرجات حرارة تفوق 360°C.
3. أصابع الموت الجليدية
هل سمعت عن "أصابع الموت الجليدية" من قبل؟ إنها تكونات جليدية تشبه الأنابيب، تتشكل تحت الجليد البحري في المناطق القطبية فقط.
تتشكل عندما يتسرب محلول ملحي بارد وكثيف من الجليد البحري نحو المحيط المفتوح، فيتكون بذلك تيارات باردة تنحدر لأسفل. وعند هبوطها تجمّد المياه المحيطة مكوّنة أعمدة جليدية نحو القاع.
4. دوائر الجن
 |
| منظر جوي لدوائر الجن داخل ناميب |
دوائر الجن هي بقع دائرية خالية من النباتات يتراوح قطرها بين 1.8 إلى 12.2 متراً. تكون محاطة بالعشب وتمتد لمسافة أكثر من 1600 كيلومتر عبر صحراء ناميب في جنوب إفريقيا، والتي تعتبر إحدى أكثر المناطق جفافاً على الأرض. وقد لوحظت هذه الظاهرة العجيبة أيضاً في منطقة "بيلبارا" بأستراليا الغربية.
وعلى الرغم من عدم وجود تفسير قاطع لها، إلا أن دراسة نُشرت عام 2022م ترجّح أنها نتيجة لما يُعرف بـ التغذية الراجعة البيئية – الهيدرولوجية".
وتفسير الظاهرة ببساطة: تسحب الأعشاب المحيطة الماء بعيداً عن المركز، مما يؤدي إلى جفافه فلا تنمو النباتات فيه. فيتكون الشكل الدائري ليساعد في توزيع المياه بكفاءة على الحواف.
5. باب الجحيم
في الترتيب الخامس من قائمتنا التي تتحدث عن ظواهر جيولوجية غريبة سنتحدث عن "باب الجحيم"، أو فوهة دارفازا الغازية. وهي فوهة بعرض 70 متراً تشتعل باستمرار منذ عام 1971م وتقع في تركمانستان.
وهذه الظاهرة ما هي إلا دليل على كيفية تَسبُّب الأنشطة البشرية مثل التنقيب عن الغاز الطبيعي في تكوين ظواهر جيولوجية غريبة وغير متوقعة. فأثناء التنقيب عام 1970م انهار سطح منطقة التنقيب مكوّناً حفرة ضخمة مملوءة بالميثان وبدأت بالاشتعال.
وقد ظن العلماء آنذاك أنها ستحترق لبضعة أيام فقط، لكنها لا تزال مشتعلة حتى بعد أكثر من 50 عاماً.
6. شلالات الدم
إحدى الظواهر الجيولوجية الغريبة والتي تثير الدهشة هي شلالات الدم في أنتاركتيكا (القارة القطبية الجنوبية). حيث يتسرب ماء غني بالحديد من نهر تايلور الجليدي بلون يشبه الدم.
ويعود السبب إلى مياه مالحة قديمة محصورة تحت الجليد، وعند خروجها وتعرضها للأكسجين يتأكسد الحديد ويتحوّل إلى اللون الأحمر تماماً كما يتكوّن الصدأ.
7. الغابات المتحجرة
 |
| صورة لجذع متحجر |
الغابات المتحجرة متوزعة على عدة مواقع حول العالم، وأشهرها في ولاية أريزونا الأمريكية. حيث توجد بقايا أشجار قديمة تعود للعصر الترياسي المتأخر (قبل حوالي 225 مليون سنة).
يُعرّف التحجّر بأنه عملية يتم فيها استبدال المادة العضوية في الأشجار بالمعادن (غالباً ثاني أكسيد السيليكون) بشكل طبيعي خلال ملايين السنين.
والنتيجة بعد التحجر تكون عبارة عن جذوع وفروع وأوراق متحجرة ذات ألوان رائعة وتفاصيل دقيقة تكشف عن البنية الأصلية للخشب.
8. برج الشيطان
برج الشيطان أحد الظواهر الجيولوجية الغريبة التي تشكّلت قبل نحو 50 مليون سنة. حيث يبلغ ارتفاعه حوالي 386 متراً، ويتميز بأعمدته البازلتية السداسية الشكل.
إحدى النظريات تفسّر تشكّله عبر تطفّل حممي؛ أي صعود الصهارة من أعماق الأرض وتصلّبها تحت السطح دون أن تثور كحمم بركانية. ومع مرور الزمن أدّت عوامل التعرية إلى كشف هذه الصهارة المتصلبة مشكّلةً الشكل الشهير للبرج، بينما تآكلت الصخور الأضعف المحيطة به مثل الحجر الرملي.